بازگشت

جزاء من منع من زيارته


1 - العلّامة المجلسيّ (رحمه الله):... الآميرزا محمّد باقر، قال... قال والدي: ممّا ذكر من الكرامات للأئمّة الطاهرين: في سرّ من رأي في المائة الثانية، والظاهر أنّه أواخر المائة أو في أوائل المائة الثالثة بعد الألف من الهجرة.

أنّه جاء رجل من الأعاجم إلي زيارة العسكريّين (عليها السلام)، وذلك في زمن الصيف، وشدّة الحرّ، وقد قصد الزيارة في وقت كان الكليد دار في الرواق ومغلّقاً أبواب الحرم، ومتهيّئاً للنوم، عند الشبّاك الغربيّ.

فلمّا أحسّ بمجيي ء الزوّار، فتح الباب وأراد أن يزوّره، فقال له الزائر: خذ هذا الدينار! واتركني حتّي أزور بتوجّه وحضور.

فامتنع المزوّر، وقال: لا أخرم القاعدة، فدفع إليه الدينار الثاني والثالث، فلمّا رأي المزوّر كثرة الدنانير ازداد امتناعاً، ومنع الزائر من الدخول إلي الحرم الشريف، وردّ إليه الدنانير.

فتوجّه الزائر إلي الحرم، وقال بانكسار: بأبي أنتما وأُمّي! أردت زيارتكما بخضوع وخشوع، وقد اطّلعتما علي منعه إيّاي.

فأخرجه المزوّر، وغلّق الأبواب ظنّاً منه أنّه يرجع إليه ويعطيه بكلّ ما



[ صفحه 398]



يقدر عليه، وتوجّه إلي الطرف الشرقيّ قاصداً السلوك إلي الشبّاك الذي في الطرف الغربيّ.

فلمّا وصل إلي الركن، وأراد الانحراف إلي طرف الشبّاك، رأي ثلاثة أشخاص مقبلين صافّين إلّا أنّ أحدهم متقدّم علي الذي في جنبه بيسير، وكذا الثاني ممّن يليه، وكان الثالث هو أصغرهم وفي يده قطعة رمح، وفي رأسه سنان، فبهت المزوّر عند رؤيتهم.

فتوجّه صاحب الرمح إليه، وقد امتلأ غيظاً، واحمرّت عيناه من الغضب، وحرّك الرمح مريداً طعنه قائلاً: يا ملعون بن الملعون! كأنّه جاء إلي دارك أو إلي زيارتك فمنعته؟

فعند ذلك توجّه إليه أكبرهم مشيراً بكفّه مانعاً له، قائلاً: جارك ارفق بجارك فأمسك صاحب الرمح، ثمّ هاج غضبه ثانياً محرّكاً للرمح قائلاً ما قاله أوّلاً، فأشار إليه الأكبر أيضاً كما فعل، فأمسك صاحب الرمح.

وفي المرّة الثالثة لم يشعر المزوّر أن سقط مغشيّاً عليه، ولم يفق إلّا في اليوم الثاني أو الثالث، وهو في داره أتوا به أقاربه، بعد أن فتحوا الباب عند المساء لمّا رأوه مغلّقاً، فوجدوه كذلك وهم حوله باكون.

فقصّ عليهم ما جري بينه وبين الزائر والأشخاص وصاح: أدركوني بالماء فقد احترقت وهلكت، فأخذوا يصبّون عليه الماء، وهو يستغيث إلي أن كشفوا عن جنبه فرأوا مقدار درهم منه، قد اسودّ وهو يقول: قد طعنني صاحب القطعة، فعند ذلك أشخصوه إلي بغداد، وعرضوه علي الأطبّاء، فعجز الأطبّاء من علاجه، فذهبوا به إلي البصرة وعرضوه علي الطبيب الإفرنجيّ، فتحيّر في علاجه... فقال مبتداً: إنّي أظنّ أنّ هذا الشخص قدأساء الأدب مع بعض الأولياء، فاشتدّ بهذا البلاء.

فلمّا يئسوا من العلاج رجعوا به إلي بغداد فمات في الرجوع إمّا في الطريق أو



[ صفحه 399]



في بغداد، والظاهر أنّ اسم هذا الخبيث كان حسّاناً. [1] .

والحكاية طويلة أخذنا منها موضع الحاجة.


پاورقي

[1] جنة المأوي، المطبوع ضمن البحار: 53 / 294، الحكاية الثامنة والأربعون.