بازگشت

آداب اكله مع الجماعة


1 - الحضينيّ(ره): عن جعفر بن محمّد بن إسماعيل الحسينيّ، قال: دخلت علي سيّدنا أبي محمّد الحسن(عليه السلام) أنا وعليّ بن عبيد الله، وبين يديه محمّد ابن ميمون الخراسانيّ، ومحمّد بن يحيي الخرقيّ، وعبد الحميد بن محمّد، وعقيل بن يحيي. وبين يديه نخلة فيها ثمر بغير أوانه، فقال: اغسلوا أيديكم، وسمّوا علي طعامكم، ومن يسمّي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم والأئمّةعليهم السلام إذا حضروا الطعام، فلايمدّ الناس أيديهم إليه حتّي يمدّ صاحب الوقت يده، ويضعها في الطعام فإذا فعل ذلك مدّ الناس أيديهم، فترّفعنا.



[ صفحه 23]



وقلت في نفسي: فما بال سيّدي لم يمدّ يده حتّي نمدّ أيدينا بعده، ونأكل من هذا الثمر، فإنّا نشكّ أنّه من تمر الجنّة.

فعلم ما في نفسي، فقال لي: يا أبا جعفر! كل طعام المؤمنين حلال، ولم أمسك يدي إلّا لحضور قوم من إخوانكم من الجنّ بإعدادكم، قد جلسوا معكم، وقد أمرتكم به، وها أنا أمدّ يدي، فمدّوا أيديكم.

فمددنا أيدينا، وأكلنا ونحن ننظر إلي مواضع أيدي إخواننا من الجنّ، فنري يؤخذ من الثمر مثل ما نأخذ بالسويّة، ولا نري أيديهم.

فقلت في نفسي: لو شاء مولاي لكشف لنا عنهم حتّي نراهم كما يروننا.

فقال: حيّوا بعمّي وقرّة عيني أبي جعفر، ثمّ مدّ يده ومرّ علي أعيننا فكان بيننا وبينهم سدّاً، ثمّ كشف عن أعيننا وتجلّت فأردنا أن نعتنقهم.

فقال لنا: حرمة الطعام أوجب، فقد بدأتم به، فإذا قضيتم أريكم منه، فافعلوا بإخوانكم ما تشاؤون.

فلبثنا ننظر إليهم شحب الألوان، نحل الأبدان، غاضّين أعينهم، يتكلّمون خفاتاً، وأعينهم ترغرغ [1] بالدمع.

فقلنا: يا سيّدنا! الجنّ بهذه الصورة كلّهم؟

فقال: لا، فيهم ما فيكم، وأمّا هؤلاء فاسألوهم، فإنّهم لا يطعمون طعاماً ولايشربون شراباً إلّا في وقت قيام نبيّ أو وصيّ، فيأمرهم فيأكلون طاعةله، لارغبة في الطعام والشراب، وقد صرفوا أنفسهم للّه، وأشغلتهم الرهبة والخوف من الله عن الطعام والشراب، فصارت صورهم كما ترون.

فقلنا: يا سيّدنا! لقد أقررت أعيننا بالنظر إلي إخواننا هؤلاء من الجنّ.



[ صفحه 24]



فقال: الآن قد قبلت أعمالكم عندنا، وعلمنا أنّ للّه عباداً مكرمون فوقنا في درجات الله في طاعته.

قال: لمواليكم من إخوان الجنّ كالخرس لا ينطقون نطقة، ولا برمقة عيوننا حتّي أذن لهم، فكان الستر بيننا وبينهم قد أسبل علي أعيننا، فقمنا ونحن نشكرالله، ونحمده علي ما فضّلنا به، فكان هذا من دلائله(عليه السلام).

[2] .


پاورقي

[1] رغرغ: انغمس في الخير. ورغرغ للأمر: أخفاه. المنجد: 268، (رغّ).

[2] الهداية الكبري: 333، س 4. قطعة منه في (ضيافته«عليه السلام» الجنّ في بيته«عليه السلام»)، و(مدح جعفر بن محمّد بن إسماعيل الحسينيّ)، و(علمه«عليه السلام» بما في الضمير)، و(كشف الغطاء عن أعين الناس)، و(عنده«عليه السلام» رطب في غير أوانه)، و(إخباره«عليه السلام» بأقسام الجنّ)، و(إنّ الجنّ في طاعة النبيّ والأئمّة«عليهم السلام»)، و(موعظته«عليه السلام» في آداب الأكل).