بازگشت

تجهيز جنازة ابيه


1 - الحضينيّ(ره): حدّثني أبو الحسين بن يحيي الخرقيّ، وأبو محمّد



[ صفحه 66]



جعفر بن إسماعيل الحسنيّ، والعبّاس بن أحمد، وأحمد بن سندولا، وأحمد بن صالح، ومحمّد بن منصور الخراسانيّ، والحسن بن مسعود الفزاريّ، وعيسي بن مهديّ الجوهريّ الجنبلانيّ، والحسين بن غياث الجنبلانيّ، وأحمد بن حسّان العجليّ الفزاريّ، وعبد الحميد بن محمّد السراج جميعاً في مجالس شتّي، أنّهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر الصادق صلوات الله عليهم، بسرّ من رأي، فإنّ السلطان لمّا عرف خبر وفاته أمر سائر أهل المدينة بالركوب إلي جنازته، وأن يحمل إلي دار السلطان حتّي صلّي عليه، وحضرت الشيعة وتكلّموا.

وقال علماؤهم: اليوم يبيّن فضل سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ علي أخيه جعفر، ونري خروجهما مع النعش.

قالوا جميعاً: فلمّا خرج النعش وعليه أبو الحسن، خرج أبو محمّد حافي القدم، مكشوف الرأس، محلّل الأزرار خلف النعش، مشقوق الجيب، مخضلّ اللحية بدموع علي عينيه يمشي راجلاً خلف النعش، مرّةً عن يمين النعش، ومرّة عن شمال النعش، ولا يتقدّم النعش إليه.

وخرج جعفر أخوه خلف النعش بدراريع [1] يسحب ذيولها معتّم محبتك

الأزرار، طلق الوجه علي حمار يمانيّ يتقدّم النعش.

فلمّا نظر إليه أهل الدولة وكبراء الناس والشيعة ورأوا زيّ أبي محمّد(عليه السلام) وفعله ترجّل الناس وخلعوا أخفافهم، وكشفوا عمائمهم، ومنهم من شقّ جيبه وحلّل أزراره ولم يمش بالخفاف ولا الأمراء وأولياء السلطان أحد.



[ صفحه 67]



فأكثروا اللعن والسبّ لجعفر الكذّاب وركوبه وخلافه علي أخيه، لمّا تلاالنعش إلي دار السلطان سبق بالخبر إليه، فأمر بأن يوضع علي ساحة الدار علي مصطبّة [2] عالية كانت علي باب الديوان، وأمر أحمد بن فتيان وهو المعتمد بالخروج إليه والصلاة عليه، وأقام السلطان في داره للصلاة عليه إلي صلاة العامّة، وأمر السلطان بالإعلان والتكبير.

وخرج المعتمد بخفّ وعمامة ودراريع، فصلّي عليه خمس تكبيرات، وصلّي السلطان بصلاتهم.

والسلطان في ذلك الوقت المعتزّ، وكان اسم المعتزّ، الزبير، والموفّق، طلحة، وكانت أُمّ المعتزّ تتولّي أهل البيت، فقال المعتزّ وكل وقد ولد المعتزّ، وقدسمّيته الزبير. [3] .

قالت: وكيف اخترت له هذا الاسم؟

فقال: هذا اسم عمّ النبيّ(صلي الله عليه و اله وسلم).

قال الحسين بن حمدان: إنّما ذكرت هذا ليعلم من لا يعلم ما كان المعتزّ هو الزبير، وجعفر المتوكّل علي الله المعتضد أحمد بن طلحة.

رجع الحديث إلي الجماعة الذين شهدوا الوفاة والصلاة قال: اجعلوا النعش إلي الدار، فدفن في داره، وبقي الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ(عليهما السلام) ثلاثة أيّام مردود الأبواب، يسمع من داره القراءة والتسبيح والبكاء، ولايؤكل في الدار إلّا خبز الخشكار [4] ، والملح، ويشرب الشرابات.



[ صفحه 68]



وجعفر بغير هذه الصفة، ويفعل ما يقبح ذكره من الأفعال.

قالوا جميعاً: وسمعنا الناس يقولون: هكذا كنّا نحن جميعاً نعلم ما عند سيّدنا أبي محمّد الحسن من شقّ جيبه.

قالوا جميعاً: فخرج توقيع منه(عليه السلام) في اليوم الرابع من المصيبة.

بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: من شقّ جيبه علي الذرّيّة يعقوب علي يوسف حزناً، قال: (يَأَسَفَي عَلَي يُوسُفَ) [5] فإنّه قدّ جيبه، فشقّه. [6] .

2 - الراونديّ(ره): عن أبي هاشم الجعفريّ، قال: لمّا مضي أبوالحسن(عليه السلام) صاحب العسكر، اشتغل أبو محمّد(عليه السلام) ابنه بغسله وشأنه، وأسرع بعض الخدم إلي أشياء احتملوها من ثياب ودراهم وغيرها.

فلمّا فرغ أبو محمّد من شأنه، صار إلي مجلسه فجلس.... [7] .


پاورقي

[1] الدرّاعة والمدرع: ضرب من الثياب التي تلبس، وقيل: جبّة مشقوق المقدّم، ولاتكون إلّا من الصوف خاصّة. لسان العرب: 8 / 82، (درع).

[2] المصطبّة بكسر الميم والتشديد [للباء]: هي مجتمع الناس، وهي أرض شبه الدكّان يجلس عليها. مجمع البحرين: 2 / 99، (صطب).

[3] هذه العبارة مبهمة، لكن لم نعثر علي غيرها.

[4] الخُشْكار: الخبز الأسمر غير النقيّ، فارسيّ. المعجم الوسيط: 236، (الخشكار).

[5] يوسف: 12 / 84.

[6] الهداية الكبري: 248، س 15. قطعة منه في (شقّ جيبه«عليه السلام» وبكاؤه علي أبيه)، و(تعزيته لأبيه«عليهما السلام» إلي ثلاثة أيّام)، و(أحوال أخيه جعفر)، و(شقّ يعقوب جيبه علي يوسف«عليهما السلام»)، و(حكم شقّ الثياب في جنازة الأب)، و(سورة يوسف: 12 / 84)، و(كتابه«عليه السلام» إلي بعض أصحابه).

[7] الخرائج والجرائح: 1 / 420، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 342.