بازگشت

شق ثيابه في مصيبة اخيه محمد وابيه


1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره):...الحسن بن الحسن الأفطس... يوم توفّي محمّد بن عليّ بن محمّد(عليهما السلام)...الحسن بن عليّ(عليهما السلام)، قد جاء مشقوق الجيب.... [1] .

2 - الحضينيّ(ره): حدّثني أبو الحسين بن يحيي الخرقيّ...، وعبدالحميد بن محمّد السراج جميعاً في مجالس شتّي، أنّهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن بن محمّد ابن عليّ بن موسي بن جعفر الصادق صلوات الله عليهم، بسرّ من رأي....

قالوا جميعاً: فلمّا خرج النعش وعليه أبو الحسن، خرج أبو محمّد حافي القدم، مكشوف الرأس، محلّل الأزرار خلف النعش، مشقوق الجيب، مخضلّ اللحية بدموع علي عينيه يمشي راجلاً.... [2] .

3 - المسعوديّ(ره): وحدّثنا جماعة كلّ واحد منهم يحكي: أنّه دخل الدار، وقد اجتمع فيها جملة بني هاشم، من الطالبيّين والعباسيّين، واجتمع خلق من الشيعة، ولم يكن ظهر عندهم أمر أبي محمّد(عليه السلام)، ولا عرف خبره إلّا الثقات الذين نصّ أبو الحسن(عليه السلام) عندهم عليه.



[ صفحه 70]



فحكوا أنّهم كانوا في مصيبة وحيرة، فهم في ذلك، إذ خرج من الدار الداخلة خادم، فصاح بخادم آخر: يا رياش! خذ هذه الرقعة، وامض بها إلي دار أميرالمؤمنين، واعطها إلي فلان وقل له: هذه رقعة الحسن بن عليّ.

فاستشرف الناس لذلك، ثمّ فتح من صدر الرواق باب، وخرج خادم أسود ثمّ خرج بعده أبو محمّد(عليه السلام)، حاسراً مكشوف الرأس، مشقوق الثياب، وعليه مبطنة بيضاء، وكان وجهه وجه أبيه(عليه السلام)، لا يخطي ء منه شيئاً، وكان في الدار أولاد المتوكّل وبعضهم ولاة العهود، فلم يبق أحد إلّا قام علي رجله. ووثب إليه أبو محمّد الموفّق فقصده أبو محمّد(عليه السلام) فعانقه، ثمّ قال له: مرحباً بابن العمّ!

وجلس بين بابي الرواق والنس كلّهم بين يديه، وكانت الدار كالسوق بالأحاديث، فلمّا خرج وجلس أمسك الناس، فما كنّا نسمع شيئاً إلّا العطسة والسعلة، وخرجت جارية تندب أبا الحسن(عليه السلام) فقال أبو محمّد: ما هاهنا من يكفي مؤنة هذه الجاهلة؟! فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار، ثمّ خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمّد(عليه السلام)، فنهض صلّي الله عليه، وأخرجت الجنازة وخرج يمشي حتّي أخرج بها إلي الشارع الذي بازاء دار موسي بن بقا.

وقد كان أبو محمّد(عليه السلام) صلّي عليه [3] قبل أن يخرج إلي الناس، وصلّي عليه لمّا أخرج المعتمد، ثمّ دفن في دار من دوره، واشتدّ الحرّ علي أبي محمّد(عليه السلام) وضغطه الناس في طريقه ومنصرفه من الشارع بعد الصلاة عليه.

فصار في طريقه إلي دكّان بقّال رآه مرشوشاً، فسلّم، واستأذنه في الجلوس،



[ صفحه 71]



فأذن له وجلس، ووقف الناس حوله.

فبينا نحن كذلك، إذ أتاه شابّ حسن الوجه، نظيف الكسوة، علي بغلة شهباء، علي سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه، فسأله أن يركبه، فركب حتّي أتي الدار ونزل، وخرج في تلك العشيّة إلي الناس ما يحزم عن أبي الحسن(عليه السلام) حتّي لم يفقدوا منه إلّا الشخص.

وتكلّمت الشيعة في شقّ ثيابه وقال بعضهم: هل رأيتم أحداً من الأئمّة شقّ ثوبه في مثل هذه الحال؟

فوقّع(عليه السلام) إلي من قال ذلك: يا أحمق! ما يدريك ما هذا؟

قد شقّ موسي علي هرون(عليهما السلام). [4] .

4 - الشيخ الصدوق(ره): ولمّا قبض عليّ بن محمّد العسكريّ(عليهما السلام) رؤي الحسن بن عليّ(عليهما السلام) قد خرج من الدار، وقد شقّ قميصه من خلف وقدّام. [5] .



[ صفحه 72]



5 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): أحمد بن عليّ بن كلثوم، قال: حدّثني إسحاق بن محمّد البصريّ، قال: حدّثني الفضل بن الحارث، قال: كنت بسرّمن رأي وقت خروج سيّدي أبي الحسن(عليه السلام)، فرأينا أبا محمّد(عليه السلام) ماشياً قد شقّ ثيابه، فجعلت أتعجّب من جلالته وما هو له أهل، ومن شدّة اللون والأدمة، [6]

وأُشفق عليه من التعب.

فلمّا كان الليل رأيته(عليه السلام) في منامي، فقال: اللون الذي تعجّبت منه، اختيار من الله لخلقه، يجريه كيف يشاء، وأنّها هي لعبرة لأولي الأبصار لايقع فيه غير المختبر ذمّ، ولسنا كالناس فنتعب كما يتعبون.

نسأل الله الثبات ونتفّكر في خلق الله، فإنّ فيه متّسعاً، واعلم أنّ كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقظة. [7] .

6 - أبو عمرو الكشّيّ(ره):... إبراهيم بن الخضيب الأنباريّ، قال:

كتب أبو عون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة إلي أبي محمّد(عليه السلام): إنّ الناس قداستوحشوا من شقّك ثوبك علي أبي الحسن(عليه السلام).... [8] .



[ صفحه 73]




پاورقي

[1] الكافي: 1 / 326، ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 215.

[2] الهداية الكبري: 248، س 15. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 444.

[3] في المصدر: (صلّي الله عليه)، وهو غير صحيح كما يدلّ عليه سياق الكلام، وكذا يدلّ عليه الأنوار البهيّة.

[4] إثبات الوصيّة: 243، س 1.

عنه الأنوار البهيّة: 298، س 12، ومستدرك الوسائل: 2 / 456، ح 2457، باختصار. المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 435، س 1، باختصار.

قطعة منه في (حسن قامته وجماله«عليه السلام»)، و(لباسه«عليه السلام»)، و(غلمانه وجواريه«عليه السلام»)، و(جلوسه في دكّان بقّال)، و(غيظه وغضبه«عليه السلام» علي بعض الناس)، و(أحواله«عليه السلام» مع الموفّق)، و(النصّ علي إمامته عن أبيه«عليهما السلام»)، و(شقّ موسي ثيابه علي هارون«عليهما السلام»)، و(حكم الصلاة علي جنازة الأب)، و(حكم شقّ الثياب علي جنازة الأب)، و(حكم الجلوس في ملك الغير)، و(احتجاجه«عليه السلام» علي من اعترض عليه في شقّ ثيابه)، و(كتابه«عليه السلام» إلي الخليفة)، و(كتابه«عليه السلام» إلي بعض الشيعة).

[5] من لا يحضره الفقيه: 1 / 111، ح 511. عنه وسائل الشيعة: 3 / 274، ح 3633، والبحار: 79 / 105، س 14. يأتي الحديث أيضاً في (حكم شقّ الثياب في جنازة الأب).

[6] أدِمَ أدَماً وأدمة: اشتدّ سمرته. معجم الوسيط: 10، (ادم).

[7] رجال الكشّيّ: 574، ح 1087. عنه البحار: 50 / 300، ح 75، ووسائل الشيعة: 3 / 275، ح 3637، قطعة منه، والأنوار البهيّة: 298 س 2، أشار إليه. المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 434، س 16. عنه مدينة المعاجز: 7 / 649، ح 2641. قطعة منه في (شمائله«عليه السلام»)، و(إخباره«عليه السلام» في النوم بما في النفس)، و(إنّهم«عليهم السلام» ليسوا كالناس)، و(كلامهم«عليهم السلام» في النوم مثل اليقظة)، و(حكم شقّ الثياب في جنازة الأب).

[8] رجال الكشّيّ: 572، ح 1084، و1085. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 726.