بازگشت

بكاوه عند وداع الاصحاب


1 - الشيخ الصدوق(ره):... عن سعد بن عبد الله القمّيّ، قال:... قداتّخذت طوماراً وأثبتّ فيه نيّقاً وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيباً علي أن أسأل عنه خبير أهل بلدي أحمد بن إسحاق، صاحب مولانا أبي محمّد(عليه السلام)، فارتحلت خلفه....

فلمّا كان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق وكهلان من أهل بلدنا وانتصب أحمد بن إسحاق بين يديه قائما، وقال: يا ابن رسول الله! قددنت الرحلة، واشتدّ المحنة، فنحن نسأل الله تعالي أن يصلّي علي المصطفي جدّك، وعلي المرتضي أبيك، وعلي سيّدة النساء أُمّك، وعلي سيّدي شباب أهل الجنّة عمّك و أبيك، وعلي الأئمّة الطاهرين من بعدهما آبائك.

وأن يصلّي عليك وعلي ولدك، و نرغب إلي الله أن يعلي كعبك، ويكبت عدوّك ولا جعل الله هذا آخر عهدنا من لقائك.



[ صفحه 75]



قال: فلمّا قال هذه الكلمات استعبر مولانا حتّي استهلّت دموعه، وتقاطرت عبراته.... [1] .

2 - ابن شهر آشوب(ره): أبو القاسم الكوفيّ في كتاب التبديل: إنّ إسحاق الكنديّ كان فيلسوف العراق في زمانه، أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرّد به في منزله، وأنّ بعض تلامذته دخل يوماً علي الإمام العسكريّ فقال له أبومحمّد(عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكنديّ عمّا أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟!

فقال التلميذ: نحن من تلامذته، كيف يجوز منّا الاعتراض عليه في هذا، أو في غيره؟!

فقال له أبو محمّد: أتؤدّي إليه ما ألقيه إليك؟

قال: نعم! قال: فصر إليه وتلطّف في مؤانسته ومعونته علي ما هو بسبيله، فإذإ؛باًلا وقعت الأنسة في ذلك، فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها، فإنّه يستدعي ذلك منك، فقل له: إن أتاك هذا المتكّلم بهذا القرآن، هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنّك ذهبت إليها؟

فإنّه سيقول لك: إنّه من الجائز، لأنّه رجل يفهم إذا سمع.

فإذا أوجب ذلك، فقل له: فما يدريك لعلّه قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعاً لغير معانيه، فصار الرجل إلي الكنديّ، وتلطّف إلي أن ألقي عليه هذه المسألة، فقال له: أعد عليّ! فأعاد عليه، فتفكّر في نفسه، ورأي ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر، فقال: أقسمت إليك إلّا أخبرتني من أين لك؟

فقال: إنّه شي ء عرض بقلبي، فأوردته عليك.



[ صفحه 76]



فقال: كلّا ما مثلك من اهتدي إلي هذا، ولا من بلغ هذه المنزلة، فعرّفني من أين لك هذا؟

فقال: أمرني به أبو محمّد(عليه السلام)، فقال: الآن جئت به، وما كان ليخرج مثل هذا إلّا من ذلك البيت، ثمّ إنّه دعا بالنار، وأحرق جميع ما كان ألّفه. [2] .


پاورقي

[1] إكمال الدين وإتمام النعمة: 454، ح 21. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 439.

[2] المناقب: 4 / 424، س 6. عنه أعيان الشيعة: 1 / 103، س 16، باختصار، والبحار: 10 / 392، ح 1، بتفاوت يسير، و50 / 311، س 1، ضمن ح 9. قطعة منه في (علمه«عليه السلام» بالغائب)، و(موعظته«عليه السلام» في مناظرة التلميذ مع الأستاذ).