بازگشت

ارساله بعض اصحابه للمحاجة


1 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وقال أبو محمّد(عليه السلام) - لبعض تلامذته - لمّا اجتمع إليه قوم من الموالي والمحبّين لآل محمّد رسول الله بحضرته وقالوا: يا ابن رسول الله(صلي الله عليه و اله وسلم)! إنّ لنا جاراً من النصّاب يؤذينا، ويحتجّ علينا في تفضيل الأوّل والثاني والثالث علي أمير المؤمنين(عليه السلام)، ويورد علينا حججاً لا ندري كيف الجواب عنها، والخروج منها؟

فقال الحسن(عليه السلام): أنا أبعث إليكم من يفحمه عنكم، ويصغّر شأنه لديكم.

فدعا برجل من تلامذته، قال: مرّ بهؤلاء إذا كانوا مجتمعين يتكلّمون، فتسمّع عليهم، فسيستدعون منك الكلام.



[ صفحه 104]



فتكلّم وأفحم صاحبهم، وأكسر عزّته، وفلّ حدّه، ولا تبق له باقية.

فذهب الرجل، وحضر الموضع وحضروا، وكلّم الرجل، فأفحمه وصيّره لايدري في السماء هو أو في الأرض.

قالوا: ووقع علينا من الفرح والسرور ما لا يعلمه إلّا الله تعالي، وعلي الرجل والمتعصّبين له من الغمّ، والحزن مثل ما لحقنا من السرور.

فلمّا رجعنا إلي الإمام، قال لنا: إنّ الذين في السماوات لحقهم من الفرح والطرب بكسر هذا العدوّ للّه كان أكثر ممّا كان بحضرتكم.

والذي كان بحضرة إبليس وعتاة مردته من الشياطين من الحزن والغمّ أشدّ ممّا كان بحضرتهم.

ولقد صلّي علي هذا العبد الكاسر له ملائكة السماء والحجب والعرش والكرسيّ، وقابلها الله تعالي بالإجابة، فأكرم إيابه، وعظّم ثوابه، ولقد لعنت تلك الأملاك عدوّ الله المكسور، وقابلها الله بالإجابة، فشدّد حسابه، وأطال عذابه. [1] .


پاورقي

[1] الاحتجاج: 1 / 21، ح 19. التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ«عليه السلام»: 352، ح 239، بتفاوت يسير. عنه وعن الاحتجاج، البحار: 2 / 11، ح 23. الصراط المستقيم: 3 / 58، س 11، أورده عن أبي الحسن«عليه السلام». قطعة منه في (ذمّه«عليه السلام» لبعض النصّاب)، و(إخباره«عليه السلام» بالوقائع العامّة)، و(صلوات الملائكة علي الكاسر للناصب).