بازگشت

ان الملائكة معصومون من الكفر والقبائح


1 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وبالإسناد المقدّم [1] ذكره عن أبي يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبي الحسن عليّ بن محمّد بن سيّار أنّهما قالا: قلنا للحسن أبي القائم(ع): إنّ قوماً عندنا يزعمون أنّ هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لمّا كثر عصيان بني آدم، وأنزلهما الله مع ثالث لهما إلي الدنيا، وإنّهما افتتنا بالزهرة، وأرادا الزنا بها، وشربا الخمر، وقتلا النفس المحرّمة.



[ صفحه 154]



وإنّ الله يعذّبهما ببابل، وإنّ السحرة منهما يتعلّمون السحر، وإنّ الله مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذي هو (الزهرة).

فقال الإمام(ع): معاذ الله من ذلك! إنّ ملائكة الله معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله، فقال عزّ وجلّ فيهم: (لَّايَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [2] وقال: (لَهُ و مَن فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ و لَايَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ي وَلَايَسْتَحْسِرُونَ - يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَايَفْتُرُونَ - يعني الملائكة - [3] وقال في الملائكة: (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ - لاَ يَسْبِقُونَهُ و بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ ي يَعْمَلُونَ إلي قوله (مُشْفِقُونَ) [4] كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفائه في الأرض، وكانوا كالأنبياء في الدنيا، وكالأئمّة.

أفيكون من الأنبياء والأئمّة قتل النفس والزنا وشرب الخمر!!

ثمّ قال: أولست تعلم، أنّ الله لم يخل الدنيا من نبيّ أو إمام من البشر، أوليس يقول: (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ - يعني إلي الخلق - إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَي). [5] .

فأخبر أنّه لم يبعث الملائكة إلي الأرض ليكونوا أئمّة وحكّاماً، وإنّما أرسلوا إلي أنبياء الله، قالا: قلنا له(ع): فعلي هذا لم يكن إبليس ملكاً؟!

فقال: لا، بل كان من الجنّ، أما تسمعان الله تعالي يقول: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَل-ِكَةِ اسْجُدُواْ لِأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلآَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِ ّ) [6] فأخبر أنّه كان



[ صفحه 155]



من الجنّ وهو الذي قال: (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ). [7] .

وقال الإمام(ع): حدّثني أبي، عن جدّي، عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ(ع)، عن رسول الله(ص): إنّ الله اختارنا معاشر آل محمّد، واختار النبيّين، واختار الملائكة المقرّبين، وما اختارهم إلّا علي علم منه بهم أنّهم لايواقعون ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به من عصمته، وينضمّون به إلي المستحقّين لعذابه ونقمته.

قالا: فقلنا: فقد روي لنا: أنّ عليّاً صلوات الله عليه لما نصّ عليه رسول الله بالإمامة، عرض الله ولايته علي فئام، وفئام من الملائكة، فأبوها، فمسخهم الله ضفادع؟

فقال: معاذ الله! هؤلاء المكذّبون علينا، الملائكة هم رسل الله كساير أنبياء الله إلي الخلق، أفيكون منهم الكفر بالله، قلنا: لا، قال: فكذلك الملائكة، إنّ شأن الملائكة عظيم، وإنّ خطبهم لجليل. [8] .



[ صفحه 156]




پاورقي

[1] وهو: السيّد العالم العابد أبو جعفر مهديّ بن أبي حرب الحسينيّ المرعشيّ«رضي الله عنه»، قال: حدّثني الشيخ الصدوق أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن أحمدالدوريستي«ره»، قال: حدّثني أبي محمّد بن أحمد، قال: حدّثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ«ره»، قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر الاسترآباديّ، قال: حدثني.

[2] التحريم: 66 / 6.

[3] الأنبياء: 21 / 19 و 20.

[4] الأنبيا: 21 / 26 - 28.

[5] يوسف: 12 / 109.

[6] الكهف: 18 / 50.

[7] الحجر: 15 / 27.

[8] الاحتجاج: 2 / 513، ح 338. التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ«عليه السلام»: 475، س 6، ضمن ح 304. عنه البحار: 60 / 95، ح 55، و212، ح 47، قطعتان منه، والبرهان: 1 / 137، س 17، ضمن ح 1. عيون أخبار الرضا«عليه السلام»: 1 / 269، س 5، ضمن ح 1، بتفاوت يسير. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1 / 443، ح 620، قطعة منه، والبرهان: 2 / 276، ح 1، قطعة منه، ونور الثقلين: 1 / 109، ح 295، و4 / 629، ح 36، قطعتان منه.

وعنه وعن التفسير، البحار:56 / 321، س 11، ضمن ح 3. قطعة منه في (سورة يوسف: 12 / 109)، و(سورة الحجر: 15 / 27)، و(سورة الكهف: 18 / 50)، و(سورة الأنبياء: 21 / 19 - 20)، و(سورة الأنبياء: 21 / 26 - 28)، و(سورة التحريم: 66 / 6)، و(ما رواه«عليه السلام» عن النبيّ«صلي الله و عليه و اله وسلم»).