بازگشت

احوال يعقوب ويوسف


1 - الراونديّ(ره):... عن داود بن القاسم الجعفريّ، قال: سأل أبامحمّد(ع) عن قوله تعالي: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ) رجل من أهل قمّ، وأنا عنده حاضر؟

فقال أبو محمّد العسكريّ(ع): ما سرق يوسف، إنّما كان ليعقوب(ع) منطقة ورثها من إبراهيم(ع)، وكانت تلك المنطقة لا يسرقها أحد إلّااستعبد، وكانت إذا سرقها إنسان نزل جبرئيل(ع) وأخبره بذلك فأخذت منه وأخذ عبداً، وإنّ المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق بن إبراهيم، وكانت سميّة أُمّ إسحاق.

وإنّ سارة هذه أحبّت يوسف، وأرادت أن تتّخذه ولداً لنفسها، وإنّها أخذت المنطقة فربطتها علي وسطه، ثمّ سدلت عليه سرباله، ثمّ قالت ليعقوب: إنّ المنطقة قدسرقت.

فأتاه جبرئيل(ع) فقال: يا يعقوب! إنّ المنطقة مع يوسف، ولم يخبره بخبر ماصنعت سارة لما أراد الله.

فقام يعقوب إلي يوسف ففتّشه - وهو يومئذ غلام يافع - واستخرج المنطقة، فقالت سارة ابنة إسحاق: منّي سرقها يوسف فأنا أحقّ به.

فقال لها يعقوب: فإنّه عبدك علي أن لا تبيعيه ولا تهبيه.

قالت: فأنا أقبله علي ألاّ تأخذه منّي وأعتقه الساعة. فأعطاها إيّاه فأعتقته.

فلذلك قال اخوة يوسف: (إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ).



[ صفحه 166]



قال أبو هاشم: فجعلت أجيل هذا في نفسي وأفكّر فيه، وأتعجّب من هذا الأمر مع قرب يعقوب من يوسف، وحزن يعقوب عليه حتّي ابيضّت عيناه من الحزن والمسافة قريبة.

فأقبل عليّ أبو محمّد(ع) فقال: يا أبا هاشم! تعوّذ بالله ممّا جري في نفسك من ذلك، فإنّ الله تعالي لو شاء أن يرفع الستائر بين يعقوب ويوسف حتّي كانا يتراءيان فعل، ولكن له أجل هو بالغه، ومعلوم ينتهي إليه كلّ ماكان من ذلك، فالخيار من الله لأوليائه. [1] .


پاورقي

[1] الخرائج والجرائح: 2 / 738، ح 53. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 615.