بازگشت

احوال سليمان وتواضعه مع هدهد


1 - الجزائريّ(ره):...أنّ سليمان لمّا سار من مكّة ونزل باليمن، قال الهدهد: إنّ سليمان(ع) قد اشتغل بالنزول... فرأي بستاناً لبلقيس فمال إلي الخضرة، فوقع فيه فإذا هو بهدهد، فهبط عليه، وكان اسم هدهد سليمان(ع) يعفور واسم هدهد اليمن عنقير، فقال عنقير ليعقور: من أين أقبلت؟ وأين تريد؟

قال: أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود(ع)، وقال: ومن سليمان ابن داود؟

قال: ملك الجنّ والإنس والطير والوحوش والشياطين والرياح، فمن أين أنت؟ قال: أنا من هذه البلاد، قال: ومن ملكها؟

قال: امرأة، يقال لها: بلقيس، وإنّ لصاحبكم سليمان ملكاً عظيماً، وليس ملك بلقيس دونه، فإنّها ملكة اليمن، وتحت يدها اثني عشر ألف قاعد، فهل أنت منطلق معي حتّي تنظر إلي ملكها؟

قال: أخاف أن يتفقّدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج إلي الماء، قال الهدهد اليمانيّ: إنّ صاحبك ليسرّه أن تأتيه بخبر هذه الملكة، فانطلق معه ونظر إلي بلقيس وملكها، وما رجع إلي سليمان إلّا وقت العصر.

فلمّا طلبه سليمان، فلم يجده دعا عريف الطيور وهو النسر، فسأله عنه؟



[ صفحه 170]



فقال: ما أدري أين هو، وما أرسلته مكاناً، ثمّ دعا بالعقاب، فقال: عليّ بالهدهد، فارتفع فإذا هو بالهدهد مقبلاً، فانقضّ نحوه فناشده الهدهد: بحقّ الله الذي قوّاك، وغلبك عليّ إلا ّ ما رحمتني ولم تعرّض لي بسوء.

فولّي عنه العقاب، وقال له: ويلك! ثكلتك أُمّك، إنّ نبيّ الله حلف أن يعذّبك أو يذبحك، ثمّ طارا متوجّهين إلي سليمان(ع)، فلمّا انتهي إلي المعسكر تلقّته النسر والطير، فقالوا: توعّدك نبيّ الله، فقال الهدهد: أو ما استثني نبيّ الله؟

فقالوا: بلي، أو لتأتينّي بسلطان مبين.

فلمّا أتيا سليمان(ع) وهو قاعد علي كرسيّه، قال العقاب: قد أتيتك به يانبيّ الله! فلمّا قرب الهدهد منه رفع رأسه وأرخي ذنبه وجناحيه يجرّهما علي الأرض تواضعاً لسليمان(ع)، فأخذ برأسه فمدّه إليه، فقال: أين كنت؟

فقال: يا نبيّ الله! اذكر وقوفك بين يدي الله تعالي، فارتعد سليمان(ع) وعفي عنه. [1] .


پاورقي

[1] قصص الأنبياء«عليهم السلام»: 379، س 20. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 620.