بازگشت

احوال مريم


1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال [الإمام(ع)]:...

وقال في قصّة يحيي، وزكريّا: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ و قَالَ رَبِ ّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَآء) يعني لمّا رأي زكريّا عند مريم فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء.

وقال لها: (يَمَرْيَمُ أَنَّي لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

وأيقن زكريّا أنّه من عند الله إذ كان لا يدخل عليها أحد غيره.

قال عند ذلك في نفسه: إنّ الذي يقدر أن يأتي مريم بفاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء لقادر أن يهب لي ولداً، وإن كنت شيخاً، وكانت امرأتي عاقراً، فهنالك دعا زكريّا ربّه، فقال: (رَبِ ّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَآء).

قال الله عزّ وجلّ: (فَنَادَتْهُ الْمَلَل-ِكَةُ) يعني نادت زكريّا؛ (وَهُوَ قَآلِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَي مُصَدِّقَام بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ).

قال: مصدّقاً يصدّق يحيي بعيسي(ع)، (وَسَيِّدًا) يعني رئيساً في طاعةالله علي أهل طاعته، (وَحَصُورًا) وهو الذي لا يأتي النساء (وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّلِحِينَ).

وقال(ع): وكان أوّل تصديق يحيي بعيسي(ع) أنّ زكريّا كان لا يصعد إلي مريم في تلك الصومعة غيره يصعد إليها بسلّم، فإذا نزل أقفل عليها، ثمّ فتح لها من فوق الباب كوّة صغيرة يدخل عليها منها الريح.

فلمّا وجد مريم قد حبلت ساءه ذلك، وقال في نفسه: ما كان يصعد إلي هذه أحد غيري، وقد حبلت، الآن أفتضح في بني إسرائيل، لا يشكّون أنّي أحبلتها،



[ صفحه 172]



فجاء إلي امرأته فقال لها ذلك.

فقالت: يا زكريّا! لا تخف فإنّ الله لا يصنع بك إلّا خيراً، وائتني بمريم أنظر إليها وأسألها عن حالها، فجاء بها زكريّا إلي امرأته، فكفي الله مريم مؤونة الجواب عن السؤال.

ولمّا دخلت إلي أختها - هي الكبري ومريم الصغري - لم تقم إليها امرأة زكريّا فأذن الله ليحيي، وهو في بطن أُمّه، فنخس بيده - في بطنها- وأزعجها، ونادي أُمّه تدخل إليك سيّدة نساء العالمين مشتملة علي سيّد رجال العالمين، فلا تقومين إليها، فانزعجت وقامت إليها وسجد يحيي، وهو في بطن أُمّه لعيسي بن مريم.... [1] .


پاورقي

[1] التفسير: 658، س 4، ضمن ح 374. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 613.