بازگشت

احوال زكريا ويحيي وعيسي


1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(ع): قال [الإمام(ع)]:...

وأمّا الحسن والحسين فسيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ما كان من ابني الخالة عيسي ويحيي بن زكريّا(ع)، فإنّ الله تعالي ما ألحق صبياناً برجال كاملي العقول إلّا هؤلاء الأربعة عيسي بن مريم، ويحيي بن زكريّا، والحسن، والحسين(ع).

أمّا عيسي فإنّ الله تعالي حكي قصّته، وقال: (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا).

قال الله عزّ وجلّ حاكياً عن عيسي(ع): (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَل-نِيَ الْكِتَبَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) الآية.

وقال في قصّة يحيي: (يَزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَمٍ اسْمُهُ و يَحْيَي لَمْ نَجْعَل لَّهُ و مِن قَبْلُ سَمِيًّا).

قال: لم نخلق أحداً قبله اسمه يحيي، فحكي الله قصّته إلي قوله (يَيَحْيَي خُذِ الْكِتَبَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).

قال: ومن ذلك الحكم أنّه كان صبيّاً، فقال له الصبيان: هلمّ نلعب؟

فقال: أوّه! والله! ما للعب خلقنا، وإنّما خلقنا للجدّ لأمر عظيم.



[ صفحه 174]



ثمّ قال: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا) يعني تحنّناً، ورحمة علي والديه، وسائر عبادنا، (وَزَكَوةً) يعني طهارة لمن آمن به وصدّقه، (وَكَانَ تَقِيًّا) يتّقي الشرور والمعاصي، (وَبَرَّم ا بِوَلِدَيْهِ) محسناً إليهما، مطيعاً لهما.

(وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) يقتل علي الغضب، ويضرب علي الغضب.

لكنّه ما من عبد عبد الله عزّ وجلّ إلّا وقد أخطأ أو همّ بخطأ ماخلا يحيي بن زكريّا، فإنّه لم يذنب ولم يهمّ بذنب....

وقال: وكان أوّل تصديق يحيي بعيسي(ع) أنّ زكريّا كان لا يصعد إلي مريم في تلك الصومعة غيره يصعد إليها بسلّم، فإذا نزل أقفل عليها، ثمّ فتح لها من فوق الباب كوّة صغيرة يدخل عليها منها الريح.

فلمّا وجد مريم قد حبلت ساءه ذلك، وقال في نفسه: ما كان يصعد إلي هذه أحد غيري، وقد حبلت، الآن أفتضح في بني إسرائيل، لا يشكّون أنّي أحبلتها، فجاء إلي امرأته فقال لها ذلك.

فقالت: يا زكريّا! لا تخف، فإنّ الله لا يصنع بك إلّا خيراً، وائتني بمريم أنظر إليها، وأسألها عن حالها.

فجاء بها زكريّا إلي امرأته، فكفي الله مريم مؤونة الجواب عن السؤال، ولمّا دخلت إلي أختها - وهي الكبري، ومريم الصغري - لم تقم إليها امرأة زكريّا فأذن الله ليحيي، وهو في بطن أُمّه فنخس بيده - في بطنها - وأزعجها ونادي أُمّه: تدخل إليك سيّدة نساء العالمين مشتملة علي سيّد رجال العالمين، فلا تقومين إليها، فانزعجت وقامت إليها وسجد يحيي، وهو في بطن أُمّه لعيسي بن مريم، فذلك أوّل تصديقه له، فذلك قول رسول الله(ص) في الحسن، وفي الحسين(ع): إنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ما كان من ابني الخالة عيسي ويحيي.



[ صفحه 175]



ثمّ قال رسول الله(ص): هؤلاء الأربعة عيسي ويحيي والحسن والحسين، وهب الله لهم الحكم، وأبانهم بالصدق من الكاذبين، فجعلهم من أفضل الصادقين في زمانهم، وألحقهم بالرجال الفاضلين البالغين.... [1] .


پاورقي

[1] التفسير: 658، س 4، ضمن ح 374. يأتي الحديث بتمامه في ج 3، رقم 613.