بازگشت

مثله مثل الخضر وذي القرنين


1 - الراونديّ(ره): وقال الحسن بن عليّ العسكريّ(ع) لأحمد بن إسحاق، وقد أتاه ليسأله عن الخلف بعده، فقال(ع) مبتدئاً:

مثله مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين.



[ صفحه 307]



إنّ الخضر شرب من ماء الحياة، فهو حيّ لا يموت حتّي ينفخ في الصور، وإنّه ليحضر الموسم كلّ سنة، ويقف بعرفة، فيؤمّن علي دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته.

فله البقاء في الدنيا مع الغيبة عن الأبصار.

وسئل عليّ(ع) عن ذي القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب؟

فقال: سخّر له السحاب، ومدّ له الأسباب، وبسط له النور، وكان الليل والنهار عليه سواء، وأنّه رأي في المنام كأنّه دنا من الشمس حتّي أخذ بقرنها في شرقها وغربها، فلمّا قصّ رؤياه علي قومه عزّ فيهم، وسمّوه ذاالقرنين، فدعاهم إلي الله، فأسلموا، ثمّ أمرهم أن يبنوا له مسجداً، فأجابوه إليه، فأمر أن يجعلوإ؛37 ر طوله أربعمائة ذراع وعرضه مائتي ذراع، وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعاً، وعلوّه إلي السماء مائة ذراع.

فقالوا: كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين؟

فقال: إذا فرغتم من بنيان الحائطين، فاكبسوا بالتراب حتّي يستوي مع حيطان المسجد، وإذا فرغتم من ذلك، أخذتم من الذهب والفضّة علي قدره، ثمّ قطعتموه مثل قلامة الأظفار، ثمّ خلطتموه مع ذلك الكبس، وعملتم له خشباً من نحاس وصفائح من نحاس، تذوّبون ذلك، وأنتم متمكّنون من العمل كيف شئتم علي أرض مستوية، فإذا فرغتم من ذلك، دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب، فيسارعون فيه من أجل ما فيه من الذهب والفضّة، فبنوا المسجد، وأخرج المساكين ذلك التراب، وقد استقلّ السقف بما فيه واستغني المساكين، فجنّدهم



[ صفحه 308]



أربعة أجناد، في كلّ جند عشرة آلاف، ونشرهم في البلاد. [1] .


پاورقي

[1] الخرائج والجرائح: 3 / 1174، ح 68. عنه نور الثقلين: 3 / 296، ح 211، قطعةمنه. قصص الأنبياء للراونديّ: 123، ح 26، مرسلاً وبتفاوت. إكمال الدين وإتمام النعمة: 394، ح 5، مرسلاً عن عبد الله بن سليمان، وبتفاوت يسير. عنه البحار: 12 / 183، ح 15. قطعة منه في (إنّ الخضر«عليه السلام» حيّ حتّي النفخ في الصور)، و(علّة تسمية ذي القرنين وبناء المسجد)، و(إخباره«عليه السلام» بما في النفس)، و(ما روي عن الإمام عليّ«عليهما السلام»).