بازگشت

اوقات الفرائض اليومية


1 - الحضينيّ(ره): عن عيسي بن مهديّ الجوهريّ، قال:... فلمّا دخلنا علي سيّدنا أبي محمّد الحسن(عليه السلام)...



[ صفحه 341]



فقال(عليه السلام): أمّا صلوات الخمس فهي عند أهل البيت كما فرض الله سبحانه وتعالي علي رسوله، وهي إحدي وخمسين ركعة في ستّة أوقات أُبيّنها لكم من كتاب الله تقدّست أسماؤه.

وهو قوله في وقت الظهر: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَي ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ).

فأجمع المسلمون: أنّ السعي صلاة الظهر، وأبان وأوضح في حقّها في كتاب الله كثيراً.

وصلاة العصر بيّنها في قوله: (أَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَتِ يُذْهِبْنَ السَّيَِّاتِ) الطرف صلاة العصر، ومختلفون بإتيان هذه الآية وتبيانها في حقّ صلاة العصر، وصلاة الصبح، وصلاة المغرب.

فأساخ تبيانها في كتابه العزيز قوله: (حَفِظُواْ عَلَي الصَّلَوَتِ وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَي)، وفي المغرب في إيقاع كتابه المنزل.

وأمّا صلاة العشاء فقد بيّنها الله في كتابه العزيز: (أَقِمِ الصَّلَوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَي غَسَقِ الَّيْلِ)، وإنّ هذه في حقّ صلاة العشاء لأنّه قال: (إِلَي غَسَقِ الَّيْلِ) ما بين الليل ودلوك الشمس حكم.

وقضي ما بين العشاء وبين صلاة الليل، وقد جاء بيان ذلك في قوله ومن بعد صلاة العشاء فذكرها الله في كتابه وسمّاها، ومن بعدها صلاة الليل حكي في قوله: (يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ - قُمِ الَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً - نِّصْفَهُ و أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً - أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً)، وبيّن النصف والزيادة وقوله عزّ وجلّ: (أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَي مِن ثُلُثَيِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ و وَثُلُثَهُ و وَطَآلِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ) إلي آخر السورة.

وصلاة الفجر فقد حكي في كتابه العزيز: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَي صَلَوَتِهِمْ



[ صفحه 342]



يُحَافِظُونَ)، وحكي في حقّها: (الَّذِينَ هُمْ عَلَي صَلَاتِهِمْ دَآلِمُونَ) من صباحهم لمساهم، وهاتين الآيتين وما دونهما في حقّ صلاة الفجر، لأنّها جامعة للصلاة، فمنها إلي وقت ثان إلي الانتهاء في كميّة عدد الصلاة، وإنّها الصلاة تشعّبت منها مبدأ الضياء، وهي السبب والواسطة ما بين العبد ومولاه.

والشاهد من كتاب الله علي أنّها جامعة قوله: (إِلَي غَسَقِ الَّيْلِ وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، لأنّ القرآن من بعد فراغ العبد من الصلاة، فإنّ القرآن كان مشهوداً أي في معني الإجابة، واستماع الدعاء من الله عزّ وجلّ.

فهذه الخمس أوقات التي ذكرها الله عزّ وجلّ وأمر بها، الوقت السادس صلاة الليل، وهي فرض مثل الأوقات الخمس، ولولا صلاة ثمان ركعات لما تمّت واحد وخمسون ركعة.

فضججنا بين يديه(عليه السلام) بالحمد والشكر علي ما هدانا إليه.... [1] .


پاورقي

[1] الهداية الكبري: 344، س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1، رقم 321.