بازگشت

ما ورد عنه في سورة الفاتحة


قوله تعالي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): 1 / 1.

1 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن القاسم الجرجانيّ المفسّر-(رضي اللّه عنه)- قال: حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبو الحسن عليّ ابن محمّد بن سيّار، وكانا من الشيعة الإماميّة، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد(عليه السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).

فقال: (اللَّهِ) هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق، وعند انقطاع الرجاء من كلّ مَن دونه، وتقطّع الأسباب من جميع من سواه، تقول: (بِسْمِ اللَّهِ) أي أستعين علي أُموري كلّها باللّه الذي لا تحقّ العبادة إلّا له، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي.

وهو ما قال رجل للصادق(عليه السلام): يا ابن رسول اللّه! دلّني علي اللّه ما هو؟

فقد أكثر عليّ المجادلون، وحيّروني.

فقال له: يا عبد اللّه! هل ركبت سفينة قطّ؟ قال: نعم.

قال: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم.

قال: فهل تعلّق قلبك هنالك أنّ شيئاً من الأشياء قادر علي أن يخلّصك من ورطتك؟ [1] قال: نعم.



[ صفحه 13]



قال الصادق(عليه السلام): فذلك الشي ء هو اللّه القادر علي الإنجاء حيث لامنجي، وعلي الإغاثة حيث لا مغيث. [2] .

2 - السيّد ابن طاووس(ره):... [عن] أبي هاشم الجعفريّ، قال:

سمعت أبامحمّد(عليه السلام) يقول: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أقرب إلي اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلي بياضها. [3] .

قوله تعالي: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): 1 / 3.

1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام):

(الرَّحْمَنِ) العاطف علي خلقه بالرزق، لا يقطع عنهم موادّ رزقه، وإن انقطعوا عن طاعته، (الرَّحِيمِ) بعباده المؤمنين في تخفيفه عليهم طاعاته، وبعباده الكافرين في الرفق بهم في دعائهم إلي موافقته. [4] .



[ صفحه 14]



قوله تعالي: (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ): 1 / 4.

1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أي قادر علي إقامة يوم الدين، وهو يوم الحساب قادر علي تقديمه علي وقته وتأخيره بعد وقته.

وهو المالك أيضاً في يوم الدين، فهو يقضي بالحقّ، لا يملك الحكم والقضاء في ذلك اليوم من يظلم ويجور كما في الدنيا من يملك الأحكام. [5] .

قوله تعالي: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ): 1 / 5

1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام):

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال اللّه تعالي: قولوا يا أيّها الخلق المنعم عليهم: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) أيّها المنعم علينا، ونطيعك مخلصين مع التذلّل والخضوع بلا رياء ولا سمعة.

(وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، منك نسأل المعونة علي طاعتك لنؤدّيها كما أمرت، ونتّقي من دنيانا مانهيت عنه، ونعتصم -من الشيطان الرجيم، ومن سائر مردة الجنّ والإنس من المضلّين ومن المؤذين الظالمين- بعصمتك. [6] .



[ صفحه 15]



قوله تعالي: (اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ): 1 / 6.

1 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن القاسم الأستراباديّ المفسّر، قال: حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)؛ في قوله تعالي: (اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ)، قال: أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ماضي أيّامنا حتّي نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا.

و(الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ) هو صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، وأمّا الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغلوّ، وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يعدل إلي شي ء من الباطل.

وأمّا الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلي الجنّة الذي هو مستقيم لايعدلون عن الجنّة إلي النار ولا إلي غير النار سوي الجنّة. [7] .

قوله تعالي: (صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَاالضَّآلِّينَ): 1 / 7.

1 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن القاسم الأسترآباديّ المفسّر قال: حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما،



[ صفحه 16]



عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في قول اللّه عزّ وجلّ: (صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) أي قولوا: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك، وهم الذين قال اللّه عزّ وجلّ:

(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّلِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئكَ رَفِيقًا)، [8] .

وحكي هذا بعينه عن أميرالمؤمنين(عليه السلام).

قال: ثمّ قال: ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال، وصحّة البدن، وإن كان كلّ هذا نعمة من اللّه ظاهرة، ألا ترون أنّ هؤلاء قديكونون كفّاراً أو فسّاقاً، فما ندبتم إلي أن تدعوا بأن ترشدوا إلي صراطهم.

وإنّما أمرتم بالدعاء بأن ترشدوا إلي صراط الذين أُنعم عليهم بالإيمان باللّه وتصديق رسوله، وبالولاية لمحمّد وآله الطاهرين وأصحابه الخيّرين المنتجبين، وبالتقيّة الحسنة التي يسلم بها من شرّ عباد اللّه، ومن الزيادة في آثام [9] .

أعداءاللّه وكفرهم، بأن تداريهم، ولا تعزيهم بأذاك وأذي المؤمنين، وبالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين.

فإنّه ما من عبد ولا أمة والي محمّداً وآل محمّد(عليه السلام)، وعادي من عاداهم إلّاكان قداتّخذ من عذاب اللّه حصناً منيعاً وجنّةً حصينةً.

وما من عبد ولاأمة داري عباد اللّه، فأحسن المداراة فلم يدخل بها



[ صفحه 17]



في باطل، ولم يخرج من حقّ إلّا جعل اللّه عزّ وجلّ نفسه تسبيحاً، وزكّي عمله، وأعطاه بصيرة علي كتمان سرّنا.

واحتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا، ثواب المتشحّط بدمه في سبيل اللّه.

وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفاهم حقوقهم جهده، وأعطاهم ممكنه، ورضي عنهم بعفوهم، وترك الاستقصاء عليهم فيما يكون من زللهم، واغتفرها لهم إلّا قال اللّه له يوم يلقاه: يا عبدي! قضيت حقوق إخوانك ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم، فأنا أجود وأكرم وأولي بمثل ما فعلته من المسامحة والكرم، فإنّي أقضيك اليوم علي حقّ ما وعدتك به، وأزيدك من فضلي الواسع، ولا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي.

قال: فيلحقهم بمحمّد وآله، ويجعله في خيار شيعتهم.

ثمّ قال: قال رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد اللّه! أحبّ في اللّه، وأبغض في اللّه، ووال في اللّه، وعاد في اللّه، فإنّه لا تنال ولاية اللّه إلّا بذلك، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتّي يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادّون وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من اللّه شيئاً.

فقال الرجل: يا رسول اللّه! فكيف لي أن أعلم أنّي قد واليت وعاديت في اللّه، ومن وليّ اللّه حتّي أُواليه؟ ومن عدّوه حتّي أُعاديه؟

فأشار له رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) إلي عليّ(عليه السلام)، فقال: أتري هذا؟ قال: بلي.

قال: وليّ هذا وليّ اللّه فواله، وعدوّ هذا عدوّ اللّه فعاده، ووال وليّ هذا ولو أنّه قاتل أبيك [وولدك] وعاد عدوّ هذا ولو أنّه أبوك أو ولدك. [10] .



[ صفحه 18]




پاورقي

[1] كلّ غامض ورطة، والورطة: الهلكة، لسان العرب: 7 / 425 (ورط).

[2] معاني الأخبار: 4، ح 2.التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ 7: 21، ح 5 و6. عنه البحار: 89 / 240، ح 48، بتفاوت يسير، ووسائل الشيعة: 7 / 169، ح 9030، قطعة منه، والوافي: 4 / 59، س 4، بتفاوت. وعنه وعن المعاني، البحار: 3 / 41، ح 16. التوحيد: 230، ح 5، بتفاوت يسير. عنه نور الثقلين: 1 / 12، ح 50، بتفاوت يسير، و3 / 186، ح 304. وعنه وعن المعاني، البحار: 4 / 182، ح 7، قطعة منه، والبرهان: 1 / 44، ح 8، بتفاوت يسير. قطعة منه في (التوحيد في العبادة)، و(ما رواه عن الإمام الصادق (عليه السلام).

[3] مهج الدعوات: 379، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 466.

[4] التفسير: 34، ح 12. عنه البحار: 4 / 183، ح 10، و89 / 248، س 3، ضمن ح 48.

[5] التفسير: 38، ح 14. عنه البحار: 89 / 250، س 4، ضمن ح 14.

[6] التفسير: 39، ح 15. عنه تأويل الآيات الظاهرة: 28، س 15، والبحار: 67 / 216، س 9، بتفاوت يسير، و89 / 251، س 10، ضمن ح 48، بتفاوت يسير، وتنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 414، س 8.

[7] معاني الأخبار: 33، ح 4. عنه نور الثقلين: 1 / 21، ح 95، والبرهان: 1 / 50، ح 23. التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ عليه السلام: 44، ح 20، بتفاوت يسير. عنه البحار: 8 / 69، ح 18، و89 / 254، س 6، ضمن ح 48. وعنه وعن المعاني، البحار: 24 / 9، ح 1. قطعة منه في (الصراط في الآخرة).

[8] النساء: 4 / 71.

[9] الإثم: الذنب، وقيل: هو أن يعمل ما لا يجلّ له... وجمع الإثم الآثام لا يكسّر علي غيرذلك. لسان العرب: 12 / 5 (أثم).

[10] معاني الأخبار: 36، ح 9. عنه نور الثقلين:1 / 515، ح 393، قطعة منه. التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ عليه السلام: 47، ح 22،بتفاوت يسير. عنه تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 417، س 12، والبحار: 65 / 78، ح 140، و71 / 227 ح 22، و89 / 255، س 3، ضمن ح 48، ومستدرك الوسائل: 9 / 36، س 15، ضمن ح 10136، قطعة منه. وعنه وعن المعاني، البحار: 24 / 10، ح 2، قطعة منه، وتأويل الآيات الظاهرة: 31، س 9، قطعة منه. عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1 / 291، ح 41، قطعة منه. عنه البرهان: 1 / 51، ح 28. علل الشرايع: ب 119 / 140، ح 1، قطعة منه. عنه وعن العيون والمعاني وتفسير الإمام عليه السلام، البحار: 22 / 54، ح 8. الأمالي للصدوق: 19، ح 7، قطعة منه. عنه وعن العلل والعيون وتفسير الإمام عليه السلام، البحار: 66 / 236، ح 1. صفات الشيعة: 45، ح 65، قطعة منه. عنه وعن العلل والأمالي والعيون والمعاني، وسائل الشيعة: 16 / 178، ح 21287. قطعة منه في (سورة النساء: 4 / 71)، و(ثمرة ولاية الأئمّة:)، و(الحشر مع الأئمّة:)، و(موعظته عليه السلام في حقوق الإخوان)، و(فضائل الشيعة)، و(ما رواه عليه السلام من الأحاديث القدسيّة)، و(ما رواه عليه السلام عن النبيّ صلي الله عليه و آله)، و(ما رواه عن الإمام عليّ عليه السلام).