بازگشت

ما ورد عنه في سورة النمل


قوله تعالي: (لَأُعَذِّبَنَّهُ و عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَاْذْبَحَنَّهُ و أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَنٍ مُّبِينٍ): 27 / 21.

1 - الجزائريّ(ره): وفي (تفسير العسكريّ(عليه السلام):) أنّ سليمان لمّا سار من مكّة ونز باليمن، قال الهدهد: إنّ سليمان(عليه السلام) قد اشتغل بالنزول، فأرتفع نحو السماء فأنظر إلي طول دنيا وعرضها.ففعل ذلك، ونظر يميناً وشمالاً، فرأي بستاناً لبلقيس، فمال إلي الخضرة، فوقع فيه، فإذا هو بهدهد، فهبط عليه، وكان اسم هدهد سليمان(عليه السلام) يعفور واسم هدهد اليمن عنقير، فقال عنقير ليعفور: من أين أقبلت؟ وأين تريد؟

قال: أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود(عليهم السلام)، وقال: ومن سليمان ابن داود؟

قال: ملك الجنّ والإنس، والطير، والوحوش، والشياطين، والرياح، فمن أين أنت؟ قال: أنا من هذه البلاد، قال: ومن ملكها؟

قال: إمرأة، يقال لها: بلقيس، وإنّ لصاحبكم سليمان ملكاً عظيماً، وليس ملك بلقيس دونه، فإنّها ملكة اليمن، وتحت يدها اثني عشر ألف قاعد! فهل أنت منطلق معي حتّي تنظر إلي ملكها؟



[ صفحه 202]



قال: أخاف أن يتفقّدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج إلي الماء، قال الهدهد اليمانيّ: إنّ صاحبك ليسرّه أن تأتيه بخبر هذه الملكة.

فانطلق معه، ونظر إلي بلقيس وملكها، وما رجع إلي سليمان إلّا وقت العصر، فلمّا طلبه سليمان، فلم يجده دعا عَريف الطيور وهو النسر، فسأله عنه؟

فقال: ما أدري أين هو، وما أرسلته مكاناً، ثمّ دعا بالعقاب، فقال: عليّ بالهدهد، فارتفع فإذا هو بالهدهد مقبلاً، فانقضّ نحوه، فناشده الهدهد: بحقّ اللّه الذي قوّاك وغلبك عليّ، إلا ّ ما رحمتني، ولم تعرّض لي بسوء.

فولّي عنه العقاب، وقال له: ويلك! ثكلتك أُمّك، إنّ نبيّ اللّه حلف أن يعذّبك، أو يذبحك، ثمّ تارا متوجّهين إلي سليمان(عليه السلام)، فلمّا إنتهي إلي المعسكر تلقّته النسر والطير، فقالوا: توعّدك نبيّ اللّه، فقال الهدهد: أوما استثني نبيّ اللّه؟

فقالوا: بلي، (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَنٍ مُّبِينٍ).

فلمّا أتيا سليمان(عليه السلام)، وهو قاعد علي كرسيّه، قال العقاب: قد أتيتك به، يانبيّ اللّه! فلمّا قرب الهدهد منه رفع رأسه، وأرخا ذنبه وجناحيه يجرّهما علي الأرض تواضعاً لسليمان(عليه السلام)، فأخذ برأسه فمدّه إليه، فقال: أين كنت؟

فقال: يا نبيّ اللّه! اذكر وقوفك بين يدي اللّه تعالي، فارتعد سليمان(عليه السلام) وعفي عنه. [1] .



[ صفحه 203]




پاورقي

[1] قصص الأنبياء:: 379، س 20. البحار:14 / 128 س 21، عن تفسير الثعلبيّ، مرسلاً، وبتفاوت يسير. قطعة منه في (أحوال سليمان وتواضعه عليه السلام مع هدهد).