بازگشت

الإنفاق علي ذرية رسول الله


1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): وقال الحسن بن عليّ(عليهم السلام): إنّ رجلاً جاع عياله، فخرج يبغي لهم ما يأكلون، فكسب درهماً فاشتري به خبزاً وإداماً، فمرّ برجل وامرأة من قرابات محمّد وعليّ(عليهم السلام)، فوجدهما جائعين.

فقال: هؤلاء أحقّ من قراباتي، فأعطاهما إيّاه ولم يدر بماذا يحتجّ في منزله، فجعل يمشي رويداً يتفكّر فيما يعتلّ به عندهم، ويقول لهم: ما فعل بالدرهم إذ لم يجئهم بشي ء.



[ صفحه 295]



فبينا هو متحيّر في طريقه إذا بفيج [1] يطلبه، فدلّ عليه فأوصل إليه كتاباً من مصر وخمسمائة دينار في صرّة، وقال: هذه بقيّة [مالك] حملته إليك من مال ابن عمّك مات بمصر، وخلّف مائة ألف دينار علي تجّار مكّة والمدينة، وعقاراً كثيراً، ومالاً بمصر بأضعاف ذلك، فأخذ الخمسمائة دينار، ووسّع علي عياله، ونام ليلته، فرأي رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) وعليّاً(عليه السلام)، فقالا له: كيف تري إغناءنا لك لمّا آثرت قرابتنا علي قرابتك.

[ثمّ] لم يبق بالمدينة ولا بمكّة ممّن عليه شي ء من المائة ألف دينار إلّا أتاه محمّد وعليّ(عليهم السلام) في منامه، وقالا له: إمّا بكّرت بالغداة علي فلان بحقّه من ميراث ابن عمّه، وإلّا بكّرنا عليك بهلاكك واصطلامك وإزالة نعمك، وإبانتك من حشمك، فأصبحوا كلّهم، وحملوا إلي الرجل ما عليهم حتّي حصل عنده مائة ألف دينار، وما ترك أحد بمصر ممّن له عنده مال إلّا وأتاه محمّد وعليّ(عليهم السلام) في منامه وأمراه أمر تهدّد بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه.

وأتي محمّد وعليّ(عليهم السلام) هذا المؤثر لقرابة رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) في منامه، فقالا له: كيف رأيت صنع اللّه لك قد أمرنا من في مصر أن يعجّل إليك مالك، أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وإملاكك، ويسفتج إليك بأثمانها لتشتري بدلها من المدينة؟

قال: بلي، فأتي محمّد وعليّ(عليهم السلام) حاكم مصر في منامه، فأمراه أن يبيع عقاره والسفتجة بثمنه إليه، فحمل إليه من تلك الأثمان ثلاثمائة ألف دينار، فصار أغني من بالمدينة، ثمّ أتاه رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم)، فقال: يا عبد اللّه هذا جزاؤك في الدنيا علي إيثار قرابتي علي قرابتك، ولأعطينّك في الآخرة بدل كلّ حبّة من هذا المال



[ صفحه 296]



في الجنّة ألف قصر، أصغرها أكبر من الدنيا مغرز إبرة منها خير من الدنيا وما فيها. [2] .


پاورقي

[1] الفَيج: الجماعة من الناس. المعجم الوسيط: 707، (فاج).

[2] التفسير: 337، ح 212. عنه مستدرك الوسائل: 12 / 381، ح 14350، بتفاوت يسير، والبحار: 23 / 263، س 19، ضمن ح 8، بتفاوت يسير. قطعة منه في (ما رواه عليه السلام عن النبيّ صلي الله عليه و آله)، و(ما رواه عن الإمام عليّ عليهماالسلام).