بازگشت

احتجاجه علي النصاري


1 - ابن الصبّاغ: قال أبو هاشم: ثمّ لم تظلّ مدّة أبي محمّد الحسن(عليه السلام) في الحبس إلي أن قحط الناس بسرّ من رأي قحطاً شديداً، فأمر الخليفة المعتمد علي اللّه ابن المتوكّل بخروج الناس إلي الاستسقاء.

فخرجوا ثلاثة أيّام يستسقون، ويدعون فلم يسقوا.

فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلي الصحراء، وخرج معه النصاري والرهبان، وكان فيهم راهب كلّما مدّ يده إلي السماء ورفعها هطلت بالمطر، ثمّ خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أوّل يوم، فهطلت السماء بالمطر، وسقوا سقياً شديداً حتّي استعفوا.

فعجب الناس من ذلك وداخلهم الشكّ، وصفا بعضهم إلي دين النصرانيّة، فشقّ ذلك علي الخليفة، فأنفذ إلي صالح بن وصيف أن أخرج أبامحمّد الحسن بن عليّ من السجن،



[ صفحه 342]



وائتني به، فلمّا حضر أبو محمّد الحسن(عليه السلام) عند الخليفة، قال له: أدرك أُمّة محمّد(صلي اللّه عليه وال وسلم) فيما لحق بعضهم في هذه النازلة، فقال أبو محمّد: دعهم يخرجون غداً اليوم الثالث.

قال: قد استعفي الناس من المطر واستكفوا، فما فايدة خروجهم؟

قال: لأزيل الشكّ عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدوا فيها عقولاً ضعيفةً.

فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضاً في اليوم الثالث علي جاري عادتهم، وأن يخرجوا الناس.

فخرج النصاري وخرج لهم أبو محمّد الحسن ومعه خلق كثير، فوقف النصاري علي جاري عادتهم يستسقون إلّا ذلك الراهب مدّ يديه رافعاً لهما إلي السماء، ورفعت النصاري والرهبان أيديهم علي جاري عادتهم، فغيمت السماء في الوقت، ونزل المطر، فأمر أبو محمّد الحسن القبض علي يد الراهب، وأخذ ما فيها، فإذا بين أصابعها عظم آدميّ، فأخذه أبو محمّد الحسن(عليه السلام) ولفّه في خرقة، وقال:استسق! فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك.

وقال الخليفة: ما هذا؟ يا أبا محمّد!

فقال: عظم نبيّ من أنبياء اللّه عزّ وجلّ ظفر به هؤلاء من بعض فنون الأنبياء، وما كشف نبيّ عن عظم تحت السماء إلّا هطلت بالمطر، واستحسنوا ذلك، فامتحنوه، فوجدوه كما قال.

فرجع أبو محمّد الحسن(عليه السلام) إلي داره بسرّ من رأي، وقد أزال عن الناس هذه



[ صفحه 343]



الشبهة، وقد سرّ الخليفة والمسلمون ذلك... [1] .


پاورقي

[1] الفصول المهمّة: 287، س 8. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 464.