احتجاجه مع بهلول
1 - الشبلنجيّ: في درر الأصداف:
وقع للبهلول معه [1] ، أنّه رآه وهو صبيّ يبكي والصبيان يلعبون، فظنّ أنّه يتحسّر علي ما بأيديهم.
فقال له: أشتري لك ما تلعب به؟
فقال(عليه السلام): يا قليل العقل! ما للعب خلقنا، فقال له: فلماذا خلقنا؟
قال(عليه السلام): للعلم والعبادة، فقال له: من أين لك ذلك؟
فقال: من قوله تعالي: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَاتُرْجَعُونَ) [2] ، ثمّ سأله أن يعظه، فوعظه بأبيات.
والأبيات هذه، كما أورده السيّد التستريّ(ره) في هامش إحقاق الحقّ:
فأنشأ يقول(عليه السلام):
أري الدنيا تجهّز بانطلاق
مشمّرة علي قدم وساق
فلا الدنيا بباقية لحيّ
ولا حيّ علي الدنيا بباق
كأنّ الموت والحدثان فيها
إلي نفس الفتي فرسا سباق
[ صفحه 344]
فيا مغرور بالدنيا رويداً
ومنها خذ لنفسك بالوثاق
ثمّ خرّ الحسن(رضي اللّه عنه) مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق قال له: ما نزل بك، وأنت صغير، ولاذنب لك؟
فقال: إليك عنّي يا بهلول! إنّي رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار، فلاتتقد إلّا بالصغار وإنّي أخشي أن أكون من صغار حطب جهنّم. [3] .
پاورقي
[1] الضمير يرجع إلي أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات اللّه عليه، بقرينة تمام المصادر التي ذكروا الحديث في حالاته عليه السلام.
[2] المؤمنون: 23 / 115.
[3] نور الأبصار: 338، س 10. عنه إحقاق الحقّ: 19 / 623، س 19، و620، س 6، عن الصواعق. مناقب أهل البيت: 293، س 3. الصواعق المحرقة: 207، س 16. عنه إحقاق الحقّ 12 / 473، س 5، وس 14، عن روض الرياحين لليافعيّ، إلي آخر الآية، ثمّ قال: فقلت: يا بنيّ أراك حكيماً، فعظني، وأوجز. قطعة منه في (بكاؤه عليه السلام عند لعب الصبيان)، و(معاشرته عليه السلام مع الناس)، و(حطب جهنّم)، و(سورة المؤمنون: 23 / 115)، و(أشعاره عليه السلام).