بازگشت

احتجاجه علي من اعترض عليه في شق ثيابه


1 - أبو عمرو الكشّيّ(ره):... إبراهيم بن الخضيب الأنباريّ، قال:

كتب أبوعون الأبرش قرابة نجاح بن سلمة إلي أبي محمّد(عليه السلام): إنّ الناس قد استوحشوا من شقّك ثوبك علي أبي الحسن(عليه السلام)؟

فقال: يا أحمق! ما أنت وذاك، قد شقّ موسي علي هارون(عليهم السلام).

إنّ من الناس من يولد مؤمناً ويحيي مؤمناً ويموت مؤمناً، ومنهم من يولد كافراً ويحيي كافراً ويموت كافراً، ومنهم من يولد مؤمناً ويحيي مؤمناً ويموت كافراً، وإنّك لا تموت حتّي تكفر وتغيّر عقلك.

فما مات حتّي حجبه ولده عن الناس، وحبسوه في منزله في ذهاب العقل



[ صفحه 345]



والوسوسة، وكثرة التخليط، ويردّ علي الإمامة، وانكشف عمّا كان عليه. [1] .

2 - المسعوديّ(ره): وحدّثنا جماعة كلّ واحد منهم يحكي أنّه دخل الدار، وقد اجتمع فيها جملة بني هاشم، من الطالبيّين والعباسيّين، واجتمع خلق من الشيعة، ولم يكن ظهر عندهم أمر أبي محمّد(عليه السلام)، ولا عرف خبره إلّا الثقات الذين نصّ أبو الحسن(عليه السلام) عندهم عليه...

وخرجت جارية تندب أبا الحسن(عليه السلام)، فقال أبو محمّد: ما هاهنا من يكفي مؤنة هذه الجاهلة؟!

فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار، ثمّ خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمّد(عليه السلام)، فنهض صلّي اللّه عليه، وأخرجت الجنازة وخرج يمشي حتّي أخرج بها إلي الشارع الذي بإزاء دار موسي بن بقا.

وقد كان أبو محمّد(عليه السلام) صلّي عليه قبل أن يخرج إلي الناس، وصلّي عليه لمّا أخرج المعتمد، ثمّ دفن في دار من دوره.

واشتدّ الحرّ علي أبي محمّد(عليه السلام)، وضغطه الناس في طريقه ومنصرفه من الشارع بعد الصلاة عليه.

فصار في طريقه إلي دكّان بقّال رآه مرشوشاً، فسلّم، واستأذنه في الجلوس، فأذن له وجلس، ووقف الناس حوله.

فبينا نحن كذلك، إذ أتاه شابّ حسن الوجه، نظيف الكسوة، علي بغلة شهباء، علي سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه، فسأله أن يركبه، فركب حتّي أتي الدار



[ صفحه 346]



ونزل، وخرج في تلك العشيّة إلي الناس ما يحزم عن أبي الحسن(عليه السلام) حتّي لم يفقدوا منه إلّا الشخص، وتكلّمت الشيعة في شقّ ثيابه، وقال بعضهم: هل رأيتم أحداً من الأئمّة شقّ ثوبه في مثل هذه الحال؟

فوقّع(عليه السلام) إلي من قال ذلك: يا أحمق! ما يدريك ما هذا؟

قد شقّ موسي علي هرون(عليهم السلام) [2] .



[ صفحه 347]




پاورقي

[1] رجال الكشّيّ: 572، ح 1084، و1085. يأتي الحديث بتمامه في رقم 726.

[2] إثبات الوصيّة: 243، س 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2، رقم 445.