بازگشت

الي عبد الله بن حمدويه البيهقي


1 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): وقال أبو الحسن عليّ بن محمّد بن قتيبة: وممّا وقّع عبد اللّه بن حمدويه البيهقيّ وكتبته عن رقعته: أنّ أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم، وخالف بعضهم بعضاً ويكفّر بعضهم بعضاً، وبها قوم يقولون: إنّ النبيّ-(صلي اللّه عليه وال وسلم)- عرف جميع لغات أهل الأرض ولغات الطيور وجميع ماخلق اللّه، وكذلك لابدّ أن يكون في كلّ زمان من يعرف ذلك، ويعلم ما يضمر الإنسان، ويعلم ما يعمل أهل كلّ بلاد في بلادهم ومنازلهم، وإذا لقي طفلين يعلم أيّهما مؤمن، وأيّهما يكون منافقاً.

وأنّه يعرف أسماء جميع من يتولاّه في الدنيا، وأسماء آبائهم، وإذا رأي أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلّمه.

ويزعمون - جعلت فداك - أنّ الوحي لا ينقطع، وأنّ النبيّ(صلي اللّه عليه وال وسلم) لم يكن عنده كمال العلم، ولا كان عند أحد من بعد، وإذا حدث الشي ء في أيّ زمان كان، ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان، أوحي اللّه إليه وإليهم.

فقال(عليه السلام): كذبوا - لعنهم اللّه - وافتروا إثماً عظيماً.

وبها شيخ يقال له: الفضل بن شاذان [1] يخالفهم في هذه الأشياء، وينكر عليهم أكثرها، وقوله: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّ اللّه عزّ وجلّ في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عزّ وجلّ، وأنّه جسم



[ صفحه 396]



فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني، ليس كمثله شي ء، وهو السميع البصير.

وأنّ من قوله: إنّ النبيّ(صلي اللّه عليه وال وسلم) قد أتي بكمال الدين، وقد بلّغ عن اللّه عزّوجلّ ما أمره به، وجاهد في سبيله، وعبده حتّي أتاه اليقين.

وأنّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) أقام رجلاً يقوم مقامه من بعده، فعلّمه من العلم الذي أوحي اللّه إليه، يعرف ذلك الرجل الذي عنده من العلم الحلال والحرام، وتأويل الكتاب، وفصل الخطاب.

وكذلك في كلّ زمان لابدّ من أن يكون واحد يعرف هذا.

وهو ميراث من رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم) يتوارثونه، وليس يعلم أحد منهم شيئاً من أمر الدين إلّا بالعلم الذي ورثوه عن النبيّ(صلي اللّه عليه وال وسلم)، وهو ينكر الوحي بعد رسول اللّه(صلي اللّه عليه وال وسلم).

فقال(عليه السلام): قد صدق في بعض، وكذب في بعض.

وفي آخر الورقة: قد فهمنا رحمك اللّه كلّما ذكرت، ويأبي اللّه عزّ وجلّ أن يرشد أحدكم، وأن يرضي [2] عنكم وأنتم مخالفون معطّلون، الذين لايعرفون إماماً ولا يتولّون وليّاً كلّما تلاقاكم اللّه عزّ وجلّ برحمته، وأذن لنا في دعائكم إلي الحقّ.

وكتبنا إليكم بذلك، وأرسلنا إليكم رسولاً لم تصدّقوه، فاتّقوا اللّه! عباد اللّه، ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة.

واعلموا! أنّ الحجّة قد لزمت أعناقكم، فاقبلوا نعمته عليكم، تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن اللّه عزّ وجلّ، إن شاء اللّه.



[ صفحه 397]



وهذا الفضل بن شاذان، مالنا وله!؟

يفسد علينا موالينا، ويزيّن لهم الأباطيل، وكلّما كتبنا إليهم كتاباً اعترض علينا في ذلك.

وأنا أتقدّم إليه أن يكفّ عنّا، وإلّا واللّه! سألت اللّه أن يرميه بمرض لايندمل جرمه منه في الدنيا ولا في الآخرة.

أبلغ موالينا هداهم اللّه سلامي، واقرأهم بهذه الرقعة، إن شاءاللّه. [3] .

2 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): ومن كتاب له(عليه السلام) [4] إلي عبد اللّه بن حمدويه البيهقيّ: وبعد فقد نصبت لكم إبراهيم بن عبده، ليدفع النواحي، وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم إليه، وجعلته ثقتي وأميني عند مواليّ هناك، فليتّقوا اللّه جلّ جلاله، وليراقبوا وليؤدّوا الحقوق، فليس لهم عذر في ترك ذلك، ولا تأخيره، ولا أشقاكم اللّه بعصيان أوليائه، ورحمهم اللّه وإيّاك معهم برحمتي لهم، إنّ اللّه واسع كريم. [5] .



[ صفحه 398]




پاورقي

[1] إنّ الفضل بن شاذان توفّي في أيّام العسكريّ عليه السلام، فيكون التوقيع من أبي محمّد العسكريّ عليه السلام، راجع مقدّمة الإيضاح: 86، س 21.

[2] في المصدر: نرضي عنكم، والظاهر أنّه غير صحيح.

[3] رجال الكشّيّ: 539، ح 1026. عنه البحار:25 / 161، ح 30، بتفاوت يسير، ومقدّمة الإيضاح لفضل بن شاذان: 17 س 14. قطعة منه في (يمينه عليه السلام)، و(مدح عبد اللّه بن حمدويه وأهل نيسابور)، و(ذمّ فضل بن شاذان)، و(موعظته عليه السلام في الاستقامة بعد المعرفة).

[4] الضمير في كلمة «له» يرجع إلي أبي محمّد الحسن العسكريّ عليه السلام، بقرينة الحديث السابق في المصدر.

[5] رجال الكشّيّ: 580، س 17، ضمن ح 1089، و509، س 9، بتفاوت يسير. قطعة منه في (مدح إبراهيم بن عبده)، و(مدح عبد اللّه بن حمدويه البيهقيّ)، و(وكلاؤه عليه السلام)، و(حكم إيصال الحقوق إلي وكيل الإمام عليه السلام)، و(موعظته عليه السلام في أداء الحقوق).