بازگشت

الي محمد بن الحسن بن ميمون


1 - أبو عمرو الكشّيّ(ره): أبو عليّ أحمد بن عليّ بن كلثوم السرخسيّ،



[ صفحه 427]



قال: حدّثني إسحاق بن محمّد بن أبان البصريّ، قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن ميمون [1] ، أنّه قال: كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) أشكو إليه الفقر، ثمّ قلت في نفسي: أليس قال أبو عبد اللّه(عليه السلام): الفقر معنا خير من الغني مع عدوّنا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدوّنا؟

فرجع الجواب: إنّ اللّه عزّ وجلّ يمحّض أوليائنا إذا تكاثفت [2] ذنوبهم بالفقر، وقد يعفو عن كثير، وهو كما حدّثت نفسك: الفقر معنا خير من الغني مع عدوّنا، ونحن كهف لمن التجأ إلينا، ونور لمن استضاء بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبّنا كان معنا في السنام الأعلي، ومن انحرف عنّا فإلي النار.

قال: قال أبو عبد اللّه: تشهدون علي عدوّكم بالنار، ولا تشهدون لوليّكم بالجنّة، ما يمنعكم من ذلك إلّا الضعف.

وقال محمّد بن الحسن: لقيت من علّة عيني شدّة، فكتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) أسأله أن يدعو لي، فلمّا نفذ الكتاب قلت في نفسي: ليتني كنت سألته أن يصف لي كحلاً أكحلها.

فوقّع بخطّه: يدعو لي بسلامتها إذا كانت إحداهما ذاهبة، وكتب بعده: أردت أن أصف لك كحلاً، عليك بصبر مع الإثمد [3] وكافوراً وتوتيا [4] ، فإنّه يجلو ما



[ صفحه 428]



فيها من الغشاء، وييبس الرطوبة.

قال: فاستعملت ما أمرني به فصحّت، والحمد اللّه. [5] .


پاورقي

[1] في المدينة: محمّد بن الحسن بن شمّون.

[2] في الحديث: إذا كان الدرع كثيفاً، أي إذا كان ستيراً، والكثافة: الغلظ؛ مجمع البحرين: 5 / 110، (كثف).

[3] الصبر بكسر الباء في المشهور، وسكون الباء لغة نادرة للتخفيف: الدواء المرّ. مجمع البحرين: 3 / 360، (صبر)، والإثمد بكسر الهمزة والميم: حجر يكتحل به، ويقال: إنّه معرّب ومعادنه بالمشرق. المصدر: 3 / 20، (ثمد).

[4] التوتياء: حجر يكتحل بمسحوقه. المعجم الوسيط: 90، (التوت).

[5] رجال الكشّيّ: 533، ح 1018. عنه مدينة المعاجز: 7 / 604، ح 2594، بتفاوت يسير، والبحار: 50 / 299، ح 73، قطعة منه، وإثبات الهداة: 3 / 429، ح 114، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 435، س 13، بتفاوت. الخرائج والجرائح: 2 / 739، ح 54، قطعة منه. عنه وعن الكشّيّ وكشف الغمّة، البحار: 69 / 44، ح 53، قطعة منه. كشف الغمّة: 2 / 421، س 15، قطعة منه. عنه البحار: 50 / 299، ضمن ح 72 و73. وعنه وعن الخرائج، إثبات الهداة: 3 / 423، ح 86، قطعة منه. قطعة منه في (إخباره عليه السلام بما في النفس)، و(ثمرة الاعتصام بالأئمّة: والانحراف عنهم)، و(دواؤه عليه السلام لجلاء البصر)، و(ما رواه عن الإمام الصادق عليهماالسلام).