بازگشت

الي بعض بني أسباط


1 - الراونديّ(ره): قال أبو القاسم الهرويّ [1] : خرج توقيع من أبي محمّد(عليه السلام) إلي بعض بني أسباط، قال: كتبت إلي الإمام أخبره من اختلاف المواليّ وأسأله بإظهار دليل.

فكتب(عليه السلام) إليّ: إنّما خاطب اللّه العاقل، وليس أحد يأتي بآية، أو يظهر دليلاً أكثر ممّا جاء به خاتم النبيّين وسيّد المرسلين(صلي اللّه عليه وال وسلم) فقالوا: كاهن وساحر وكذّاب! وهدي من اهتدي، غير أنّ الأدلّة يسكن إليها كثير من الناس.

وذلك أنّ اللّه يأذن لنا فنتكلّم، ويمنع فنصمت، ولو أحبّ اللّه أن لا يظهر حقّنا ما بعث اللّه النبيّين مبشّرين ومنذرين يصدعون بالحقّ في حال الضعف والقوّة، وينطقون في أوقات ليقضي اللّه أمره، وينفذ حكمه.

والناس علي طبقات مختلفين شتّي، فالمستبصر علي سبيل نجاة متمسّك بالحقّ، فيتعلّق بفرع أصيل غير شاكّ ولا مرتاب لا يجد عنه ملجأ.

وطبقة لم تأخذ الحقّ من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه، ويسكن



[ صفحه 449]



عند سكونه.

وطبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الردّ علي أهل الحقّ ودفع الحقّ بالباطل حسداً من عند أنفسهم، فدع من ذهب يميناً وشمالاً كالراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأدون السعي.

ذكرت ما اختلف فيه مواليّ فإذا كانت الوصيّة، والكبر فلا ريب.

ومن جلس مجالس الحكم فهو أولي بالحكم، أحسن رعاية من استرعيت، وإيّاك والإذاعة، وطلب الرئاسة فإنّهما يدعوان إلي الهلكة.

ذكرت شخوصك إلي فارس، فاشخص، عافاك اللّه خار اللّه لك، وتدخل مصر إن شاء اللّه آمناً، واقرأ من تثق به من مواليّ السلام، ومرهم بتقوي اللّه العظيم، وأداء الأمانة. وأعلمهم أنّ المذيع علينا سرّنا حرب لنا.

قال: فلمّا قرأت وتدخل مصر لم أعرف له معني وقدمت بغداد، وعزيمتي الخروج إلي فارس، فلم يتهيّأ لي الخروج إلي فارس وخرجت إلي مصر، فعرفت أنّ الإمام عرف أنّي لا أخرج إلي فارس. [2] .



[ صفحه 450]




پاورقي

[1] في الكشف: القاسم الهرويّ.

[2] الخرائج والجرائح: 1 / 449، ح 35. عنه البحار: 2 / 181، ح 4، بتفاوت يسير، ومدينة المعاجز: 7 / 626، ح 2611. كشف الغمّة: 2 / 416، س 18، بتفاوت يسير. عنه وعن الخرائج، البحار: 50 / 296، ح 70، وإثبات الهداة: 3 / 421، ح 76، باختصار. إثبات الوصيّة: 247، س 12. عنه مستدرك الوسائل: 11 / 383، ح 13316، قطعة منه. تحف العقول: 486، س 16، قطعة منه. عنه البحار: 75 / 371، ح 4. قطعة منه في (إخباره بالوقائع الآتية)، و(مدح بعض بني أسباط)، و(آيات النبيّ صلي الله عليه و آله ودلائله أكثر من كلّ أحد)، و(أنّ المذيع لأسرار الأئمّة: حرب لهم)، و(موعظته عليه السلام في اتّخاذ طريق الحقّ)، و(موعظته عليه السلام في الرئاسة).