بازگشت

الي بعض مواليه


1 - العلاّمة المجلسيّ(ره): يروي عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، قال: كنت عند مولاي أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات اللّه عليه، إذ وردت إليه رقعة من الحبس من بعض مواليه يذكر فيها ثقل الحديد، وسوء الحال، وتحامل السلطان.

وكتب(عليه السلام) إليه: يا عبد اللّه! إنّ اللّه عزّ وجلّ يمتحن عباده ليختبر صبرهم



[ صفحه 451]



فيثيبهم علي ذلك ثواب الصالحين، فعليك بالصبر، واكتب إلي اللّه عزّ وجلّ رقعة وانفذها إلي مشهد الحسين بن عليّ 1ظ مشهد الحسين بن عليّ، 4 صلوات اللّه عليه، وارفعها عنده إلي اللّه عزّ وجلّ، وادفعها حيث لا يراك أحد، واكتب في الرقعة: «إلي اللّه الملك الديّان المتحنّن المنّان ذي الجلال والإكرام وذي المنن العظام والأيادي الجسام، وعالم الخفيّات، ومجيب الدعوات، وراحم العبرات الذي لاتشغله اللغات، ولا تحيره الأصوات، ولا تأخذه السنات.

من عبده الذليل البائس الفقير المسكين الضعيف المستجير.

اللّهمّ أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، تباركت وتعاليت، يا ذا الجلال والإكرام، والمنن العظام، والأيادي الجسام، إلهي مسّني وأهلي الضرّ، وأنت أرحم الراحمين، وأرأف الأرأفين، وأجود الأجودين، وأحكم الحاكمين، وأعدل الفاصلين.

اللّهمّ إنّي قصدت بابك، ونزلت بفنائك، واعتصمت بحبلك، واستغثت بك واستجرت بك، يا غياث المستغيثين! أغثني، يا جار المستجيرين! أجرني، يا إله العالمين! خذ بيدي، إنّه قد علا الجبابرة في أرضك، وظهروا في بلادك، واتّخذوا أهل دينك خولاً، واستأثروا بفي ء المسلمين، ومنعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم وصرفوها في الملاهي والمعازف، واستصغروا آلاءك، وكذبوا أولياءك، وتسلّطوا بجبريّتهم ليعزّوا من أذللت، ويذلّوا من أعززت، واحتجبوا عمّن يسألهم حاجة أو من ينتجع منهم فائدة.

وأنت مولاي سامع كلّ دعوة، وراحم كلّ عبرة، ومقيل كلّ عثرة، سامع كلّ نجوي، وموضع كلّ شكوي، لا يخفي عليك ما في السماوات العلي، والأرضين السفلي، وما بينهما وما تحت الثري.



[ صفحه 452]



اللّهمّ إنّي عبدك ابن أمتك، ذليل بين بريّتك، مسرع إلي رحمتك، راج لثوابك.

اللّهمّ إنّ كلّ من أتيته فعليك يدلّني، وإليك يرشدني، وفيما عندك يرغبني، مولاي! وقد أتيتك راجياً، سيّدي وقد قصدتك مؤمّلاً، يا خير مأمول، ويا أكرم مقصود! صلّ علي محمّد وعلي آل محمّد، ولا تخيّب أملي، ولا تقطع رجائي، واستجب دعائي، وارحم تضرّعي، يا غياث المستغيثين! أغثني، يا جار المستجيرين أجرني، يا إله العالمين خذ بيدي أنقذني واستنقذني ووفّقني واكفني.

اللّهمّ إنّي قصدتك بأمل فسيح، وأملتك برجاء منبسط، فلا تخيّب أملي، ولاتقطع رجائي.

اللّهمّ إنّه لا يخيب منك سائل، ولا ينقصك نائل، يا ربّاه، يا سيّداه، يامولاه، يا عماداه، يا كهفاه، يا حصناه، يا حرزاه، يا لجآه.

اللّهمّ إيّاك أملت يا سيّدي! ولك أسلمت مولاي! ولبابك قرعت، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، ولا تردّني بالخيبة محزوناً، واجعلني ممّن تفضّلت عليه بإحسانك، وأنعمت عليه بتفضّلك، وجدت عليه بنعمتك، وأسبغت عليه آلاءك.

اللّهمّ أنت غياثي وعمادي، وأنت عصمتي ورجائي، ما لي أمل سواك، ولارجاء غيرك.

اللّهمّ فصلّ علي محمّد وآل محمّد، وجد عليّ بفضلك، وامنن عليّ بإحسانك، وافعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، يا أهل التقوي، وأهل المغفرة، وأنت خير لي من أبي وأُمّي، ومن الخلق أجمعين.

اللّهمّ إنّ هذه قصّتي إليك لا إلي المخلوقين، ومسئلتي لك إذ كنت خير مسؤول، وأعزّ مأمول.



[ صفحه 453]



اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وتعطّف عليّ بإحسانك، ومنّ عليّ بعفوك، وعافيتك وحصّن ديني بالغني، واحرز أمانتي بالكفاية، واشغل قلبي بطاعتك، ولساني بذكرك، وجوارحي بما يقرّبني منك.

اللّهمّ ارزقني قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً، وطرفاً غاضاً، ويقيناً صحيحاً حتّي لاأحبّ تعجيل ما أخّرت، ولا تقديم ما أجلّت، يا ربّ العالمين، وياأرحم الراحمين، صلّ علي محمّد وآل محمّد، واستجب دعائي، وارحم تضرّعي، وكفّ عنّي البلاء، ولا تشمت بي الأعداء ولا حاسداً، ولاتسلبني نعمة ألبستنيها، ولاتكلني إلي نفسي طرفة عين أبداً، ياربّ العالمين، وصلّ علي محمّد النبيّ وآله وسلّم تسليماً». [1] .

2 - أبو عليّ الطبرسيّ(ره): وبهذا الأسناد [أي وحدّثنا ابن محمّد بن يحيي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر]، عن أبي هاشم، قال: كتب إليه - يعني أبامحمّد(عليه السلام)- بعض مواليه يسأله أن يعلّمه دعاءً؟

فكتب إليه: ادع بهذا الدعاء:

«يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا أنظر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، صلّ علي محمّد وآل محمّد، وأوسع لي في رزقي، ومدّ لي في عمري، وامنن عليّ برحمتك، واجعلني ممّن تنتصر به لدينك، ولا تستبدل به غيري».

قال أبو هاشم: فقلت في نفسي: «اللّهمّ اجعلني في حزبك وفي زمرتك».



[ صفحه 454]



فأقبل عليّ أبو محمّد(عليه السلام) فقال: أنت في حزبه وفي زمرته إن كنت باللّه مؤمناً، ولرسوله مصدّقاً، وبأوليائه عارفاً، ولهم تابعاً، فأبشر، ثمّ أبشر. [2] .


پاورقي

[1] البحار: 99 / 238، ح 5، عن الكتاب العتيق للغرويّ. قطعة منه في (صفات اللّه تعالي)، و(التوسّل بالإمام الحسين عليه السلام)، و(تعليمه عليه السلام الدعاء لبعض مواليه)، و(موعظته عليه السلام في الصبر).

[2] إعلام الوري: 2 / 142، س 15. عنه مدينة المعاجز: 7 / 571، ح 2556. المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 439، س 11، قطعة منه. الدرّة الباهرة: 44، س 8، قطعة منه. كشف الغمّة: 2 / 421، س 6. عنه إثبات الهداة: 3 / 417، ح 60، قطعة منه، والبحار: 50 / 298، س 16، ضمن، ح 72، و92 / 359، ح 14. أعيان الشيعة: 2 / 42، س 13، قطعة منه عن دلائل الحميريّ. قطعة منه في (إخباره عليه السلام بما في النفس)، و(مدح أبي هاشم الجعفريّ)، و(التوسّل بالأئمّة:)، و(تعليمه عليه السلام الدعاء لبعض مواليه).