بازگشت

ما رواه عن موسي النبي


1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): كان موسي بن عمران(عليه السلام) يقول لبني إسرائيل: إذا فرّج اللّه عنكم، وأهلك أعداءكم آتيكم بكتاب من ربّكم يشتمل علي أوامره ونواهيه ومواعظه وعبره وأمثاله.

فلمّا فرّج اللّه تعالي عنهم أمره اللّه عزّ وجلّ أن يأتي للميعاد، ويصوم ثلاثين يوماً عند أصل الجبل.

وظنّ موسي أنّه بعد ذلك يعطيه الكتاب، فصام موسي ثلاثين يوماً عند [أصل الجبل] فلمّا كان في آخر الأيّام استاك قبل الفطر...، [فلمّا رجع موسي إلي قومه، قال:] يا أيّها العجل! أكان فيك ربّنا، كما يزعم هؤلاء؟

فنطق العجل وقال: عزّ ربّنا عن أن يكون العجل حاوياً له، أو شي ء من الشجرة، والأمكنة عليه مشتملاً، لا واللّه! يا موسي! ولكنّ السامريّ نصب عجلاً مؤخّره إلي الحائط، وحفر في الجانب الآخر في الأرض، وأجلس فيه بعض مردته، فهو الذي وضع فاه علي دبره، وتكلّم بما تكلّم.... [1] .

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام):... إنّ موسي(عليه السلام) لمّا أراد أن يأخذ عليهم عهداً بالفرقان، [فرّق] ما بين المحقّين والمبطلين لمحمّد(صلي اللّه عليه و آله وسلم) بنبوّته، ولعليّ(عليه السلام) بإمامته، وللأئمّة الطاهرين بإمامتهم، قالوا: (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ) أن هذا أمر ربّك (حَتَّي نَرَي اللَّهَ جَهْرَةً) عياناً يخبرنا بذلك، فأخذتهم الصاعقة معاينة، وهم ينظرون إلي الصاعقة تنزل عليهم....



[ صفحه 34]



فقال موسي(عليه السلام) للباقين الذين لم يصعقوا: ماذا تقولون، أتقبلون وتعترفون؟ وإلّا فأنتم بهؤلاء لاحقون.

قالوا: يا موسي! لا ندري ما حلّ بهم، ولماذا أصابتهم، كانت الصاعقة ماأصابتهم لأجلك إلّا أنّها كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البرّ والفاجر.

فإن كانت إنّما أصابتهم لردّهم عليك في أمر محمّد، وعليّ وآلهما، فاسأل اللّه ربّك بمحمّد، وآله هؤلاء الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلاء المصعوقين لنسألهم لما ذا أصابهم [ما أصابهم].

فدعا اللّه عزّ وجلّ بهم موسي(عليه السلام)، فأحياهم اللّه عزّ وجلّ، فقال موسي(عليه السلام): سلوهم لماذا أصابهم.... [2] .

3 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): ثمّ قال اللّه عزّ وجلّ: (وَإِذِ اسْتَسْقَي مُوسَي لِقَوْمِهِ ي) قال: واذكروا يا بني إسرائيل إذ استسقي موسي لقومه طلب لهم السقيا، لمّا لحقهم العطش في التيه [3] ، وضجّوا بالبكاء إلي موسي، وقالوا: أهلكنا العطش.

فقال موسي: «اللّهمّ! بحقّ محمّد سيّد الأنبياء، وبحقّ عليّ سيّد الأوصياء، وبحقّ فاطمة سيّدة النساء، وبحقّ الحسن سيّد الأولياء، وبحقّ الحسين سيّد الشهداء، وبحقّ عترتهم، وخلفائهم سادة الأزكياء لمّا سقيت عبادك هؤلاء...». [4] .



[ صفحه 35]



4 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام): قال اللّه عزّوجلّ... (وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ)...، فقال موسي(عليه السلام) لهم: إمّا أن تأخذوا بما أمرتم به فيه، وإمّا أن أُلقي عليكم هذا الجبل. فألجئوا إلي قبوله كارهين إلّا من عصمه اللّه من العناد، فإنّه قبله طائعاً مختاراً.... [5] .

5 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام):...

إنّ امرأة حسناء ذات جمال، وخلق كامل، وفضل بارع، ونسب شريف، وستر ثخين [6] ، كثر خطّابها، وكان لها بنو أعمام ثلاثة، فرضيت بأفضلهم علماً وأثخنهم ستراً، وأرادت التزويج به.

فاشتدّ حسد ابني عمّه الآخرين له [غيضاً] وغبطاه عليها لإيثارها إيّاه، فعمدا إلي ابن عمّهما المرضيّ، فأخذاه إلي دعوتهما، ثمّ قتلاه وحملاه إلي محلّة تشتمل علي أكثر قبيلة في بني إسرائيل، فألقياه بين أظهرهم ليلاً.

فلمّا أصبحوا وجدوا القتيل هناك، فعرف حاله فجاء ابنا عمّه القاتلان له، فمزّقا [ثيابهما] علي أنفسهما، وحثيا التراب علي رؤوسهما، واستعديا عليهم، فأحضرهم موسي(عليه السلام) وسألهم، فأنكروا أن يكونوا قتلوه، أو علموا قاتله.

فقال: فحكم اللّه عزّ وجلّ علي من فعل هذه الحادثة ما عرفتموه، فالتزموه، فقالوا: يا موسي! أيّ نفع في أيماننا [لنا] إذا لم تدرأ عنّا الغرامة الثقيلة؟ أم أيّ نفع في غرامتنا لنا إذا لم تدرأ عنّا الأيمان؟



[ صفحه 36]



فقال موسي(عليه السلام): كلّ النفع في طاعة اللّه، والإيتمار لأمره، والانتهاء عمّا نهي عنه، فقالوا: يا نبيّ اللّه! غرم ثقيل ولا جناية لنا، وأيمان غليظة، ولاحقّ في رقابنا [لو] أنّ اللّه عرفنا قاتله بعينه، وكفانا مؤنته، فادع لنا ربّك يبيّن لنا هذا القاتل، لتنزل به ما يستحقّه من العقاب، وينكشف أمره لذوي الألباب.

فقال موسي(عليه السلام): إنّ اللّه عزّ وجلّ قد بيّن ما أحكم به في هذا، فليس لي أن أقترح عليه غير ما حكم، ولا اعترض عليه فيما أمر.

ألا ترون أنّه لمّا حرّم العمل في يوم السبت، وحرّم لحم الجمل، لم يكن لنا أن نقترح عليه أن يغيّر ماحكم به علينا من ذلك، بل علينا أن نسلّم له حكمه، ونلتزم ما ألزمنا، وهمّ بأن يحكم عليهم بالذي كان يحكم به علي غيرهم في مثل حادثهم...، فقال موسي: يا ربّ! بيّن لنا قاتله؟

فأوحي اللّه تعالي إليه: قل لبني إسرائيل: إنّ اللّه يبيّن لكم ذلك بأن يأمركم أن تذبحوا بقرة، فتضربوا ببعضها المقتول، فيحيي، فتسلّمون لربّ العالمين ذلك، وإلّا فكفّوا عن المسألة، والتزموا ظاهر حكمي.

فذلك ما حكي اللّه عزّ وجلّ: (وَإِذْ قَالَ مُوسَي لِقَوْمِهِ ي إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ-أي سيأمركم- أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً)، إن أردتم الوقوف علي القاتل، وتضربوا المقتول ببعضها، ليحيي ويخبر بالقاتل.

(قَالُواْ - يا موسي - أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) [و] سخريّة؟ تزعم أنّ اللّه يأمرنا أن نذبح بقرة، ونأخذ قطعة من ميّت، ونضرب بها ميّتاً، فيحيي أحد الميّتين بملاقات بعض الميّت الآخر، [له] فكيف يكون هذا؟

(قَالَ - موسي - أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَهِلِينَ) أنسب إلي اللّه تعالي مالم يقل لي، وأن أكون من الجاهلين، أعارض أمر اللّه بقياسي علي ماشاهدت دافعاً، لقول اللّه عزّ وجلّ وأمره.



[ صفحه 37]



ثمّ قال موسي(عليه السلام): أوليس ماء الرجل نطفة ميّتة، وماء المرأة كذلك ميّتان يلتقيان، فيحدث اللّه تعالي من التقاء الميّتين بشراً حياً سوياً، أوليس بذوركم التي تزرعونها في أرضيكم تتفسّخ وتتعفّن وهي ميّتة، ثمّ يخرج اللّه منها هذه السنابل الحسنة البهيجة، وهذه الأشجار الباسقة المونقة....

(قَالُواْ - يا موسي - ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا) أي لون هذه البقرة التي تريد أن تأمرنا بذبحها.

قال [موسي] - عن اللّه بعد السؤال والجواب - (إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ) حسن الصفرة ليس بناقص يضرب إلي البياض، ولا بمشبع يضرب إلي السواد (لَّوْنُهَا) هكذا فاقع (تَسُرُّ - البقرة - النَّظِرِينَ) إليها لبهجتها وحسنها وبريقها.

(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ) ما صفتها [يزيد في صفتها].

(قَالَ - عن اللّه تعالي - إِنَّهُ و يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ) لم تذلّل لإثارة الأرض ولم ترّض بها (وَلَاتَسْقِي الْحَرْثَ) ولا هي ممّا تجرّ الدلاء ولاتدير النواعير [7] ، قد اعفيت من ذلك أجمع (مُسَلَّمَةٌ) من العيوب كلّها لاعيب فيها (لَّا شِيَةَ فِيهَا) لا لون فيها من غيرها، فلمّا سمعوا هذه الصفات، قالوا: يا موسي! [أ]فقد أمرنا ربّنا بذبح بقرة هذه صفتها، قال: بلي! ولم يقل موسي في الابتداء إنّ اللّه قد أمركم لأنّه لو قال: إنّ اللّه أمركم لكانوا إذا قالوا: ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي، وما لونها [وما هي] كان لايحتاج أن يسأله - ذلك - عزّ وجلّ، ولكن كان يجيبهم هو بأن يقول أمركم ببقرة، فأيّ شي ء وقع عليه اسم بقرة، فقد خرجتم من أمره إذا ذبحتموها...، فأخذ موسي(عليه السلام) الرجلين فقتلهما، وكان قبل أن يقوم الميّت ضرب بقطعة من البقرة، فلم يحي، فقالوا: يا نبيّ اللّه!



[ صفحه 38]



أين ما وعدتنا عن اللّه عزّ وجلّ؟

فقال موسي(عليه السلام): [قد صدقت]، وذلك إلي اللّه عزّ وجلّ.

فأوحي اللّه تعالي إليه: يا موسي! إنّي لا أُخلف وعدي، ولكن ليقدّموا للفتي ثمن بقرته مل ء مسكها دنانير، ثمّ أُحيي هذا، فجمعوا أموالهم، فوسّع اللّه جلد الثور حتّي وزن ما ملي ء به جلده، فبلغ خمسة آلاف ألف دينار...، قال الفتي: يانبيّ اللّه! كيف أحفظ هذه الأموال؟ أم كيف أحذر من عداوة من يعاديني فيها، وحسد من يحسدني لأجلها؟

قال: قل عليها من الصلاة علي محمّد، وآله الطيّبين ما كنت تقوله قبل أن تنالها، فإنّ الذي رزقكها بذلك القول مع صحّة الاعتقاد يحفظها عليك أيضاً (بهذا القول مع صحّة الاعتقاد)....

[قال]: فضجّوا إلي موسي(عليه السلام) وقالوا: افتقرت القبيلة، ودفعت إلي التكفّف، وانسلخنا بلجاجنا عن قليلنا، وكثيرنا، فادع اللّه لنا بسعة الرزق.

فقال موسي(عليه السلام): ويحكم ما أعمي قلوبكم، أما سمعتم دعاء الفتي صاحب البقرة، وما أورثه اللّه تعالي من الغني، أوما سمعتم دعاء [الفتي] المقتول المنشور، وما أثمر له من العمر الطويل، والسعادة والتنعّم، والتمتّع بحواسّه، وسائر بدنه وعقله، لم لا تدعون اللّه تعالي بمثل دعائهما، وتتوسّلون إلي اللّه بمثل توسّلهما ليسدّ فاقتكم ويجبر كسركم، ويسدّ خلّتكم؟ فقالوا: «اللّهمّ! إليك التجأنا، وعلي فضلك اعتمدنا، فأزل فقرنا، وسدّ خلّتنا بجاه محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، والطيّبين من آلهم...». [8] .



[ صفحه 39]




پاورقي

[1] التفسير: 247، ح 122. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 564.

[2] التفسير: 256، ح 125. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 567.

[3] التيهاء: الأرض التي لا يهتدي فيها، والتيهاء: المضلّة الواسعة التي لا أعلام فيها... والتيه: المفازة يتاه فيها. لسان العرب: 13 / 482 (تيه).

[4] التفسير: 261، ح 129. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 571.

[5] التفسير: 266، ح 134. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 572.

[6] ثخن الشي ء ثخونة وثخانة وثخناً، فهو ثخين: كثف وغلظ وصلب... رجل ثخين: حليم رزين ثقيل في: مجلسه. لسان العرب: 13 / 77 (ثخن).

[7] الناعور: واحد النواعير التي يستقي بها، يديرها الماء ولها صوت. لسان العرب: 5 / 222 (نعر).

[8] التفسير: 273، ح 140. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3، رقم 575.