بازگشت

ما رواه عن الامام محمد بن علي الجواد


1 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال الإمام(عليه السلام) حدّثني أبي، عن أبيه(عليهما السلام) أنّ رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) كان من خيار أصحابه [عنده] أبو ذرّ الغفاريّ، فجاءه ذات يوم فقال: يا رسول الله! إنّ لي غنيمات قدر ستّين شاة أكره أن أبدو فيها، وأفارق حضرتك وخدمتك، وأكره أن آكلها إلي راع فيظلهما ويسي ء رعايتها، فكيف أصنع؟

فقال رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم): أبد فيها. [فبدا فيها]، فلمّا كان في اليوم السابع جاء إلي رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)، فقال رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم): يا أبا ذرّ!

فقال: لبّيك يا رسول الله! قال: ما فعلت غنيماتك؟

فقال: يا رسول الله! إنّ لها قصّة عجيبة. [ف]قال: وما هي؟

قال: يا رسول الله! بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب علي غنمي فقلت: ياربّ! صلاتي، يا ربّ! غنمي، فآثرت صلاتي علي غنمي فأخطر الشيطان ببالي: ياأباذرّ! أين أنت إن عدت الذئاب علي غنمك، وأنت تصلّي فأهلكتها كلّها ومايبقي لك في الدنيا ما تتعيّش به؟

فقلت للشيطان: يبقي لي توحيد الله تعالي والإيمان بمحمّد رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)،



[ صفحه 75]



وموالاة أخيه سيّد الخلق بعده عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وموالاة الأئمّة الهادين الطاهرين من ولده، ومعاداة أعدائهم وكلّما فات من الدنيا بعد ذلك جلل.

فأقبلت علي صلاتي، فجاء ذئب فأخذ حملاً وذهب به وأنا أحسّ به إذا أقبل علي الذئب أسد فقطّعه نصفين واستنقذ الحمل وردّه إلي القطيع.

ثمّ ناداني: يا أبا ذرّ! أقبل علي صلاتك، فإنّ الله تعالي قد وكلّني بغنمك إلي أن تصلّي، فأقبلت علي صلاتي وقد غشيني من التعجّب ما لا يعلمه إلّا الله تعالي حتّي فرغت منها فجاءني الأسد، وقال لي: امض إلي محمّد(صلي الله عليه و ال وسلم) فأخبره: أنّ الله تعالي قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك، ووكّل أسداً بغنمه يحفظها.

فتعجّب من [كان] حول رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم).

فقال رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم): صدقت يا أبا ذرّ! ولقد آمنت به أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين).

فقال بعض المنافقين: هذا بمواطاة بين محمّد وأبي ذرّ يريد أن يخدعنا بغروره، واتّفق منهم عشرون رجلاً وقالوا: نذهب إلي غنمه وننظر إليها وننظر إليه إذا صلّي هل يأتي الأسد ويحفظ غنمه فيتبيّن بذلك كذبه.

فذهبوا ونظروا و[إذا] أبو ذرّ قائم يصلّي، والأسد يطوف حول غنمه ويرعاها ويردّ إلي القطيع ما شذّ عنه منها حتّي إذا فرغ من صلاته ناداه الأسد هاك قطيعك مسلّماً وافر العدد سالماً.

ثمّ ناداهم الأسد: [يا] معاشر المنافقين! أنكرتم لوليّ محمّد وعليّ وآله الطيّبين والمتوسّل إلي الله تعالي بهم أن يسخّرني [الله] ربّي لحفظ غنمه، والذي أكرم محمّداً وآله الطيّبين الطاهرين، لقد جعلني الله طوع يدي أبي ذرّ حتّي لو أمرني بافتراسكم، وهلاككم لأهلكتكم.



[ صفحه 76]



والذي لا يحلف بأعظم منه! لو سأل الله بمحمّد وآله الطيّبين صلوات الله عليهم أن يحوّل البحار دهن زنبق وبان [1] ، والجبال مسكاً وعنبراً وكافوراً، وقضبان الأشجار قضب الزمرّد والزبرجد لما منعه الله تعالي ذلك.

فلمّا جاء أبو ذرّ إلي رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) قال له رسول الله: يا أبا ذرّ! إنّك أحسنت طاعة الله، فسخّر الله لك من يطيعك في كفّ العوادي عنك، فأنت من أفضل من مدحه الله عزّ وجلّ [ب]أنّه يقيم الصلاة. [2] .

2 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): قال [الإمام](عليه السلام): ودخل رجل علي محمّد بن عليّ بن موسي الرضا(عليهم السلام)، وهو مسرور، فقال: ما لي أراك مسروراً؟

قال: يا ابن رسول الله! سمعت أباك يقول: أحقّ يوم بأن يسرّ العبد فيه يوم يرزقه الله صدقات، ومبرّات، وسدّ خلات من إخوان له مؤمنين، وإنّه قصدني



[ صفحه 77]



اليوم عشرة من إخواني [المؤمنين] الفقراء لهم عيالات قصدوني من بلد كذا وكذا، فأعطيت كلّ واحد منهم، فلهذا سروري.

فقال محمّد بن عليّ(عليهما السلام): لعمري! إنّك حقيق بأن تسرّ إن لم تكن أحبطته، أو لم تحبطه فيما بعد.

فقال الرجل: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلّص؟

قال: هاه، قد أبطلت برّك بإخوانك وصدقاتك.

قال: وكيف ذاك يا ابن رسول الله!؟

قال له محمّد بن عليّ(عليهما السلام): اقرأ قول الله عزّ وجلّ: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَاتُبْطِلُواْ صَدَقَتِكُم بِالْمَنِ ّ وَالْأَذَي). [3] .

قال الرجل: يا ابن رسول الله! ما مننت علي القوم الذين تصدّقت عليهم، ولا آذيتهم.

قال له محمّد بن عليّ(عليهما السلام): إنّ الله عزّ وجلّ إنّما قال: (لَاتُبْطِلُواْ صَدَقَتِكُم بِالْمَنِ ّ وَالْأَذَي) ولم يقل لا تبطلوا بالمنّ علي من تتصدّقون [عليه وبالأذي لمن تتصدّقون عليه]، وهو كلّ أذي، أفتري أذاك للقوم الذين تصدّقت عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك، وملائكة الله المقرّبين حواليك، أم أذاك لنا؟ فقال الرجل: بل هذا، يا ابن رسول الله!

فقال: فقد آذيتني، وآذيتهم، وأبطلت صدقتك. قال: لماذا؟

قال: لقولك: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلّص، ويحك أتدري من شيعتنا الخلّص؟



[ صفحه 78]



[قال: لا! قال: شيعتنا الخلّص] حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، وصاحب يس الذي قال الله تعالي [فيه]: (وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَي)، [4] ،

وسلمان، وأبو ذرّ، والمقداد، وعمّار، أسويّت نفسك بهؤلاء أماآذيت بهذا الملائكة وآذيتنا.

فقال الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه، فكيف أقول؟

قال: قل: أنا من مواليكم ومحبّيكم ومعادي أعدائكم، وموالي أوليائكم.

فقال: كذلك أقول: وكذلك أنا يا ابن رسول الله! وقد تبت من القول الذي أنكرته، وأنكرته الملائكة، فما أنكرتم ذلك إلّا لإنكار الله عزّ وجلّ.

فقال محمّد بن عليّ بن موسي الرضا(عليهم السلام) الآن قد عادت إليك مثوبات صدقاتك، وزال عنها الإحباط. [5] .

3 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):] وقال محمّد بن عليّ(عليهما السلام): أفضل العبادة الإخلاص. [6] .

4 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):] وقال محمّد بن عليّ [بن موسي](عليهم السلام) حين قال رجل بحضرته: إنّي لأُحبّ محمّداً وعليّاً حتّي لوقطّعت إرباً إرباً أو قرضت لم أزل عنه.



[ صفحه 79]



قال محمّد بن عليّ(عليهما السلام): لا جرم أنّ محمّداً وعليّاً يعطيانك من أنفسهما ماتعطيهما [أنت] من نفسك، إنّهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لايفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف ألف جزء من ذلك. [7] .

5 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):] وقال محمّد بن عليّ الرضا(عليهما السلام): من اختار قرابات أبوي دينه محمّد وعليّ(عليهما السلام) علي قرابات أبوي نسبه، اختاره الله تعالي علي رؤوس الأشهاد يوم التناد، وشهّره بخلع كراماته، وشرّفه بها علي العباد إلّا من ساواه في فضائله أو فضله. [8] .

6 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):] وقال محمّد بن عليّ(عليهما السلام): إنّ حجج الله علي دينه أعظم سلطاناً يسلّط الله بها علي عباده، فمن وفّر منها حظّه فلا يرينّ أنّ من منعه ذلك [قد فضّله عليه، ولو جعله في الذروة العليا من الشرف والمال والجمال، فإنّه إن رأي ذلك] كان قد حقّر عظيم نعم الله لديه.

وإنّ عدوّاً من أعدائنا النواصب يدفعه بما تعلّمه من علومنا أهل البيت لأفضل له من كلّ مال لمن فضّل عليه، ولو تصدّق بألف ضعفه. [9] .



[ صفحه 80]



7 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):] قال: وقال رجل لمحمّد بن عليّ(عليهما السلام): يا ابن رسول الله! مررت اليوم بالكرخ، فقالوا: هذا نديم محمّد بن عليّ إمام الرافضة، فاسألوه من خير الناس بعد رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)، فإن قال: عليّ، فاقتلوه، وإن قال: أبوبكر، فدعوه، فانثال [10] عليّ منهم خلق عظيم، وقالوا لي: من خير الناس بعد

رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)؟

فقلت مجيباً لهم: خير الناس بعد رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) أبوبكر وعمر وعثمان، وسكتّ ولم أذكر عليّاً.

فقال بعضهم: قد زاد علينا، نحن نقول ههنا وعليّ.

فقلت لهم: في هذا نظر، لا أقول هذا.

فقالوا بينهم: إنّ هذا أشدّ تعصّباً للسنّة منّا قد غلطنا عليه.

ونجوت بهذا منهم، فهل عليّ يا ابن رسول الله! في هذا حرج؟ وإنّما أردت: أخير [الناس]، أي أهو خير؟ - استفهاماً لا إخباراً -.

فقال محمّد بن عليّ(عليهما السلام): قد شكر الله لك بجوابك هذا، وكتب لك أجره، وأثبته لك في الكتاب الحكيم، وأوجب لك بكلّ حرف من حروف ألفاظك بجوابك هذا لهم ما يعجز عنه أمانيّ المتمنّين، ولا يبلغه آمال الآملين. [11] .

8 - التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): [قال الإمام(عليه السلام):] قال محمّد بن عليّ بن موسي الرضا(عليهم السلام): (مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ)



[ صفحه 81]



بأن نرفع حكمها، (أَوْ نُنسِهَا): بأن نرفع رسمها، ونزيل عن القلوب حفظها،وعن قلبك، يامحمّد! كما قال الله تعالي: (سَنُقْرِئُكَ فَلَاتَنسَي - إِلَّا مَا شَآءَ اللَّهُ) [12] أن ينسيك، فرفع ذكره عن قلبك.

(نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ) يعني؛ بخير لكم، فهذه الثانية أعظم لثوابكم، وأجلّ لصلاحكم من الآية الأُولي المنسوخة، (أَوْ مِثْلِهَآ) من الصلاح لكم، أي إنّا لاننسخ ولا نبدّل إلّا وغرضنا في ذلك مصالحكم.

ثمّ قال: يا محمّد! (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) فإنّه قدير [13] .

يقدر علي النسخ وغيره.

(أَلَمْ تَعْلَمْ - يا محمّد! - أَنَّ اللَّهَ لَهُ و مُلْكُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ) وهو العالم بتدبيرها ومصالحها، فهو يدبّركم بعلمه.

(وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍ ّ) يلي صلاحكم إذ كان العالم بالمصالح هوالله عزّ وجلّ دون غيره، (وَلَا نَصِيرٍ) وما لكم [من] ناصر ينصركم من مكروه إن أراد [الله] إنزاله بكم، أو عقاب إن أراد إحلاله بكم.

وقال محمّد بن عليّ(عليهما السلام): وربّما قدر عليه النسخ والتبديل لمصالحكم ومنافعكم، لتؤمنوا بها، ويتوفّر عليكم الثواب بالتصديق بها، فهو يفعل من ذلك ما فيه صلاحكم، والخيرة لكم.

ثمّ قال: (أَلَمْ تَعْلَمْ - يا محمّد! - أَنَّ اللَّهَ لَهُ و مُلْكُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ) فهو يملكها بقدرته ويصرّفها بحسب مشيّته، لا مقدّم لما أخّر، ولا مؤخّر لما قدّم.

ثمّ قال: (وَمَا لَكُم) يا معشر اليهود والمكذّبين! بمحمّد(صلي الله عليه و ال وسلم)



[ صفحه 82]



والجاحدين بنسخ الشرائع (مِّن دُونِ اللَّهِ) سوي الله (مِن وَلِيٍ ّ) يلي مصالحكم إن لم يل لكم ربّكم المصالح (وَلَا نَصِيرٍ) [14] ينصركم من دون الله فيدفع عنكم عذابه. [15] .

9 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ العسكريّ، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ(عليهم السلام): أنّ الرضا عليّ بن موسي(عليهما السلام) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين علي الرضا يقولون: انظروا لمّا جاءنا عليّ بن موسي(عليهما السلام)، وصار وليّ عهدنا، فحبس الله عنّا المطر، واتّصل ذلك بالمأمون، فاشتدّ عليه، فقال للرضا(عليه السلام): قد احتبس المطر، فلودعوت الله عزّوجلّ أن يمطر الناس.

فقال الرضا(عليه السلام): نعم! قال: فمتي تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم الجمعة.

قال: يوم الاثنين، فإنّ رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) أتاني البارحة في منامي، ومعه أميرالمؤمنين عليّ(عليه السلام)، وقال: يابنيّ! انتظر يوم الاثنين، فأبرز إلي الصحراء، واستسق، فإنّ الله تعالي سيسقيهم، وأخبرهم بما يريك الله ممّا لا يعلمون من حالهم ليزداد علمهم بفضلك، ومكانك من ربّك عزّ وجلّ.

فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد الله وأثني عليه، ثمّ قال: «اللهمّ يا ربّ! أنت عظّمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك ورحمتك، وتوقّعوا إحسانك



[ صفحه 83]



ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غيررائث [16] ولا ضائر [17] »، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلي منازلهم ومقارّهم».

قال: فوالذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً! لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم، وأرعدت، وأبرقت، وتحرّك الناس كأنّهم يريدون التنحّي عن المطر.

فقال الرضا(عليه السلام): علي رسلكم [18] أيّها الناس! فليس هذا الغيم لكم، إنّما هولأهل بلد كذا، فمضت السحابة وعبرت، ثمّ جاءت سحابة أخري تشتمل علي رعد وبرق، فتحرّكوا.

فقال: علي رسلكم، فما هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا، فما زالت حتّي جاءت عشر سحابة وعبرت، ويقول عليّ بن موسي الرضا(عليه السلام) في كلّ واحدة: علي رسلكم، ليست هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا.

ثمّ أقبلت سحابة حادية عشر، فقال: أيّها الناس! هذه سحابة بعثها الله عزّ وجلّ لكم، فاشكروا الله علي تفضّله عليكم، وقوموا إلي مقارّكم ومنازلكم فإنّها مسامتة [19] لكم، ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلي أن تدخلوا إلي مقارّكم، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالي وجلاله.

ونزل من المنبر [20] ، وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلي أن قربوا



[ صفحه 84]



من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل [21] المطر، فملئت الأودية، والحياض، والغدران، والفلوات.

فجعل الناس يقولون: هنيئاً لولد رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) كرامات الله عزّوجلّ، ثمّ برز إليهم الرضا(عليه السلام)، وحضرت الجماعة الكثيرة منهم، فقال: ياأيّهاالناس! اتّقوا الله في نعم الله عليكم، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره علي نعمه وأياديه.

واعلموا! أنّكم لا تشكرون الله تعالي بشي ء بعد الإيمان بالله، وبعدالاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمّد رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) أحبّ إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين علي دنياهم التي هي معبر لهم إلي جنان ربّهم، فإنّ من فعل ذلك كان من خاصّة الله تبارك وتعالي.

وقد قال رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) في ذلك قولاً ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل الله عليه فيه، إن تأمّله وعمل عليه، قيل: يا رسول الله! هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت؟!

فقال رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم): بل قد نجي، ولا يختم الله عمله إلّا بالحسني، وسيمحوا الله عنه السيّئات، ويبدّلها من حسنات [22] ، إنّه كان يمرّ مرّة في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو لا يشعر، فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثمّ إنّ ذلك المؤمن عرفه في مهواه [23] ، فقال له: أجزل الله لك



[ صفحه 85]



الثواب وأكرم لك المآب ولا ناقشك في الحساب، فاستجاب الله له فيه، فهذا العبد لا يختم الله له إلّا بخير، بدعاء ذلك المؤمن.

فاتّصل قول رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) بهذا الرجل، فتاب وأناب، وأقبل علي طاعة الله عزّ وجلّ، فلم يأت عليه سبعة أيّام حتّي اُغير علي سرح [24] المدينة، فوجّه رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) في أثرهم جماعة، ذلك الرجل أحدهم، فاستشهد فيهم.

قال الإمام محمّد بن عليّ بن موسي(عليهم السلام): وعظّم الله تبارك وتعالي البركة في البلاد بدعاء الرضا(عليه السلام)، وقد كان للمأمون من يريد أن يكون هو وليّ عهده من دون الرضا(عليه السلام)، وحسّاد كانوا بحضرة المأمون للرضا(عليه السلام).

فقال للمأمون بعض أولئك: يا أمير المؤمنين! أُعيذك بالله أن تكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم والفخر العظيم من بيت ولد العبّاس إلي سبيت ولد عليّ، لقد أعنت علي نفسك وأهلك، جئت بهذا الساحر ولد السحرة، وقد كان خاملاً، [25] فأظهرته، ومتّضعاً فرفعته، ومنسيّاً فذكّرت به، ومستخفّا فنوّهت [26] به، قد ملاء الدنيا مخرقة وتشوّقاً بهذا المطر الوارد عند دعائه، ماأخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا الأمر عن ولد العبّاس إلي ولد عليّ؟!

بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره إلي إزالة نعمتك، والتواثب [27] علي مملكتك، هل جني أحد علي نفسه وملكه مثل جنايتك؟!

فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا، يدعو إلي نفسه، فأردنا



[ صفحه 86]



أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافه لنا، وليعتقد فيه المفتونون به أنّه ليس ممّا ادّعي في قليل ولا كثير، وإنّ هذا الأمر لنا من دونه، وقد خشينا إن تركناه علي تلك الحالة أن ينفتق علينا منه ما لانسدّه، ويأتي علينا منه ما لا نطيقه، والآن، فإذ قد فعلنا به ما فعلناه، وأخطأنا في أمره بماأخطأنا، وأشرفنا من الهلاك بالتنويه به علي ما أشرفنا.

فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتّي نصوّره عند الرعايا بصورة من لايستحقّ لهذا الأمر؛ ثمّ ندبّر فيه بما يحسم عنّا موادّ بلائه.

قال الرجل: يا أمير المؤمنين! فولّني مجادلته، فإنّي أفحمه وأصحابه، وأضع من قدره، فلولا هيبتك في نفسي لأنزلته منزلته، وبيّنت للناس قصوره عمّا رشحته له.

قال المأمون: ما شي ء أحبّ إليّ من هذا.

قال: فاجمع جماعة وجوه أهل مملكتك من القوّاد، والقضاة، وخيار الفقهاء لأُبيّن نقصه بحضرتهم، فيكون أخذاً له عن محلّه الذي أحللته فيه علي علم منهم بصواب فعلك.

قال: فجمع الخلق الفاضلين من رعيّته في مجلس واسع، قعد فيه لهم، وأقعد الرضا(عليه السلام) بين يديه في مرتبته التي جعلها له، فابتدء هذا الحاجب المتضمّن للوضع من الرضا(عليه السلام).

وقال له: إنّ الناس قد أكثروا عنك الحكايات، وأسرفوا في وصفك، بماأري أنّك إن وقفت عليه برئت إليهم منه.

قال: وذلك أنّك قد دعوت الله في المطر المعتاد مجيئه فجاء، فجعلوه آية



[ صفحه 87]



معجزة لك، أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا، وهذا أمير المؤمنين أدام الله ملكه وبقاءه لا يوازي بأحد إلّا رجّح به، وقد أحلّك المحلّ الذي قد عرفت، فليس من حقّه عليك أن تسوّغ الكاذبين لك وعليه ما يتكذّبونه.

فقال الرضا(عليه السلام): ما أدفع عباد الله عن التحدّث بنعم الله عليّ، وإن كنت لاأبغي أشراً [28] و لا بطراً [29] وأمّا ما ذكرك صاحبك الذي أحلّني ما أحلّني، فماأحلّني إلّا المحلّ الذي أحلّه ملك مصر يوسف الصديق(عليه السلام)، وكانت حالهما ما قد علمت، فغضب الحاجب عند ذلك، وقال: يا ابن موسي! لقد عدوت طورك، وتجاوزت [30] قدرك أن بعث الله بمطر مقدّر وقته لا يتقدّم ولا يتأخّر، جعلته آية تستطيل بها، وصولة تصول بها، كأنّك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم(عليه السلام) لمّا أخذ رؤوس الطير بيده، ودعا أعضاءها التي كان فرّقها علي الجبال، فأتينه سعياً، وتركّبن علي الرؤوس، وخفقن [31] وطرن بإذن الله تعالي.

فإن كنت صادقاً فيما توهّم فأحي هذين وسلّطهما عليّ، فإنّ ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فأمّا المطر المعتاد مجيئه، فلست أنت أحقّ بأن يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعا، كما دعوت.

وكان الحاجب أشار إلي أسدين مصوّرين علي مسند المأمون الذي كان مستنداً إليه، وكانا متقابلين علي المسند.

فغضب عليّ بن موسي(عليهما السلام)، وصاح بالصورتين دونكما الفاجر، فافترساه



[ صفحه 88]



ولاتبقيا له عيناً ولا أثراً. فوثبت الصورتان، وقد عادتا أسدين، فتناولا الحاجب، ورضّاه [32] ، وهشماه [33] وأكلاه، ولحسا [34] .دمه.والقوم ينظرون متحيّرين ممّا يبصرون، فلمّا فرغا منه أقبلا علي الرضا(عليه السلام) وقالا: يا وليّ الله! في أرضه ماذا تأمرنا نفعل بهذا، أنفعل به ما فعلنا بهذا؟، يشيران إلي المأمون.

فغشي علي المأمون ممّا سمع منهما، فقال الرضا(عليه السلام): قفا! فوقفا.

قال الرضا(عليه السلام): صبّوا عليه ماء ورد وطيّبوه، ففعل ذلك به، وعاد الأسدان يقولان: أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟

قال: لا! فإنّ للّه [35] عزّ وجلّ فيه تدبيراً هو ممضيه، فقالا: ماذا تأمرنا؟

قال: عودا إلي مقرّكما، كما كنتما، فصارا إلي المسند، وصارا صورتين كماكانتا.

فقال المأمون: الحمد للّه الذي كفاني شرّ حميد بن مهران يعني الرجل المفترس، ثمّ قال للرضا(عليه السلام): يا ابن رسول الله! هذا الأمر لجدّكم رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) ثمّ لكم، فلو شئت لنزلت عنه لك؟

فقال الرضا(عليه السلام): لو شئت لما ناظرتك، ولم أسألك، فإنّ الله تعالي قدأعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين إلّاجهّال بني آدم، فإنّهم وإن خسروا حظوظهم، فللّه عزّ وجلّ فيه [36] تدبير، وقد أمرني



[ صفحه 89]



بترك الاعتراض عليك، وإظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف بالعمل من تحت يد فرعون مصر.

قال: فما زال المأمون ضئيلا [37] في نفسه إلي أن قضي في عليّ بن موسي الرضا(عليهما السلام) ما قضي. [38] .

10 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن القاسم الأستر آباديّ المفسّر(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ، بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، عن أبيه، عن جدّه(عليهما السلام)، قال: جاء رجل إلي الرضا(عليه السلام)، فقال له: يا ابن رسول الله! أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ ّ الْعَلَمِينَ) ما تفسيره؟

فقال: لقد حدّثني أبي، عن جدّي، عن الباقر، عن زين العابدين، عن أبيه(عليهم السلام): أنّ رجلاً جاء إلي أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقال: أخبرني عن قول الله



[ صفحه 90]



عزّوجلّ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ ّ الْعَلَمِينَ) ما تفسيره؟

فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ)، هو أن عرّف عباده بعض نعمه عليهم جملاً، إذلايقدرون علي معرفة جميعها بالتفصيل، لأنّها أكثر من أن تحصي، أو تعرف.

فقال لهم: قولوا: الحمد للّه علي ما أنعم به علينا ربّ العالمين، وهم الجماعات من كلّ مخلوق من الجمادات، والحيوانات.

وأمّا الحيوانات، فهو يقلّبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه، ويدبّر كلًّا منها بمصلحته.

وأمّا الجمادات، فهو يمسكها بقدرته، ويمسك المتصّل منها أن يتهافت، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق، ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلّا بإذنه، ويمسك الأرض أن تنخسف إلّا بأمره، إنّه بعباده لرؤف رحيم.

وقال(عليه السلام): (رَبِ ّ الْعَلَمِينَ)، مالكهم، وخالقهم، وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون، ومن حيث لا يعلمون.

فالرزق مقسوم، وهو يأتي ابن آدم علي أيّ سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوي متّق بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو طالبه، فلو أنّ أحدكم يفرّ من رزقه لطلبه رزقه، كما يطلبه الموت.

فقال الله جلّ جلاله: قولوا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ) علي ما أنعم به علينا، وذكّرنا به من خير في كتب الأوّلين قبل أن نكون.

ففي هذا إيجاب علي محمّد وآل محمّد(صلي الله عليه و ال وسلم)، وعلي شيعتهم أن يشكروه بمافضّلهم، وذلك أنّ رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) قال: لمّا بعث الله عزّ وجلّ موسي بن عمران(عليه السلام)، واصطفاه نجيّاً، وفلق له البحر، ونجا بني إسرائيل، وأعطاه التورية والألواح، رأي مكانه من ربّه عزّ وجلّ.

فقال: يا ربّ! لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحداً قبلي.



[ صفحه 91]



فقال الله جلّ جلاله: يا موسي! أما علمت أنّ محمّداً عندي أفضل من جميع ملائكتي، وجميع خلقي؟

قال موسي(عليه السلام): يا ربّ! فإن كان محمّد(صلي الله عليه و ال وسلم) أكرم عندك من جميع خلقك، فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟

قال الله جلّ جلاله: يا موسي! أما علمت أنّ فضل آل محمّد علي جميع آل النبيّين، كفضل محمّد علي جميع المرسلين.

فقال موسي: يا ربّ! فإن كان آل محمّد أفضل عندك من أُمّتي؟ ظلّلت عليهم الغمام، وأنزلت عليهم المنّ والسلوي، وفلقت لهم البحر، فقال الله جلّ جلاله: يا موسي! أما علمت أنّ فضل أُمّة محمّد علي جميع الأُمم كفضله علي جميع خلقي.

فقال موسي(عليه السلام): يا ربّ! ليتني كنت أراهم.

فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: يا موسي! إنّك لن تراهم، وليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنّات، جنّات عدن، والفردوس، بحضرة محمّد في نعيمها يتقلّبون، وفي خيراتها يتبحبحون [39] ، أفتحبّ أن أسمعك كلامهم؟ فقال: نعم، إلهي!

قال الله جلّ جلاله: قم بين يديّ! واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يديّ الملك الجليل، ففعل ذلك موسي(عليه السلام).

فنادي ربّنا عزّ وجلّ: يا أُمّة محمّد! فأجابوه كلّهم، وهم في أصلاب آبائهم، وأرحام أُمّهاتهم: «لبّيك، اللهمّ لبّيك، لبّيك، لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد



[ صفحه 92]



والنعمة والملك لك، لا شريك لك».

قال: فجعل الله عزّ وجلّ تلك الإجابة شعار الحاجّ.

ثمّ نادي ربّنا عزّ وجلّ: يا أُمّة محمّد! إنّ قضائي عليكم، أنّ رحمتي سبقت غضبي، وعفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني.

من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، صادق في أقواله، محقّ في أفعاله، وأنّ عليّ بن أبي طالب أخوه، ووصيّه من بعده، ووليّه، ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمّد.

وأنّ أوليائه المصطفين الطاهرين المطهّرين المنبئين [40] بعجائب آيات الله، ودلائل حجج الله من بعدهما أوليائه، أدخلته جنّتي، وإن كانت ذنوبه مثل زبدالبحر.

قال(عليه السلام): فلمّا بعث الله عزّ وجلّ نبيّنا محمّداً(صلي الله عليه و ال وسلم) قال: يا محمّد! (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا) [41] أُمّتك بهذه الكرامة.

ثمّ قال عزّ وجلّ لمحمّد(صلي الله عليه و ال وسلم): قل: الحمد للّه ربّ العالمين علي ما اختصّني به من هذه الفضيلة، وقال لأُمّته: قولوا أنتم: الحمد للّه ربّ العالمين علي مااختصّنا به من هذه الفضائل. [42] .



[ صفحه 93]



11 - الشيخ الصدوق(ره): حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسينيّ، عن الحسن بن عليّ [43] ، عن أبيه، عن محمّد ابن عليّ: قال: مرض رجل من أصحاب الرضا(عليه السلام)، فعاده، فقال: كيف تجدك؟ قال: لقيت الموت بعدك - يريد ما لقيه من شدّة مرضه -

فقال: كيف لقيته؟

قال: أليماً شديداً، فقال: ما لقيته، إنّما لقيت ما ينذرك به، ويعرّفك بعض حاله، إنّما الناس رجلان: مستريح بالموت، ومستراح به منه، فجدّد الإيمان بالله وبالولاية تكن مستريحاً، ففعل الرجل ذلك. [44] .



[ صفحه 94]



والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

12 - أبو جعفر الطبريّ(ره): وحدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: حدّثني جعفر [بن محمّد] بن مالك الفزاريّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ(عليهما السلام)، قال:

كان أبو جعفر شديد الأُدمة [45] ، ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون - وسنّه خمسة وعشرون شهراً-: إنّه ليس هو من ولد الرضا(عليه السلام).

وقالوا لعنهم الله: إنّه من شُنيف [46] الأسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ.

وإنّهم أخذوه، والرضا(عليه السلام) عندالمأمون، فحملوه إلي القافة، وهو طفل بمكّة في مجمع من الناس بالمسجدالحرام، فعرضوه عليهم.

فلمّا نظروا إليه، وزرقوه [47] بأعينهم، خرّوا لوجوههم سجّداً، ثمّ قاموا.

فقالوا لهم: يا ويحكم! مثل هذا الكوكب الدرّيّ، والنور المنير، يعرض علي أمثالنا، وهذا والله، الحسب الزكيّ، والنسب المهذّب الطاهر، والله! ما تردّد إلّا في أصلاب زاكية، وأرحام طاهرة، ووالله! ما هو إلّا من ذرّيّة أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب، ورسول الله.



[ صفحه 95]



فارجعوا واستقيلوا الله، واستغفروه، ولا تشكّوا في مثله.

وكان في ذلك الوقت سنّه خمسة وعشرين شهراً، فنطق بلسان أرهف [48] من السيف، وأفصح من الفصاحة، يقول: «الحمد للّه الذي خلقنا من نوره بيده، واصطفانا من بريّته، وجعلنا أُمناءه علي خلقه ووحيه».

معاشر الناس! أنا محمّد بن عليّ الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر بن عليّ سيّد العابدين بن الحسين الشهيد بن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، وابن فاطمة الزهراء، وابن محمّد المصطفي(عليهم السلام).

ففي مثلي يشكّ، وعليّ وعلي أبويّ يفتري، وأُعرض علي القافة!؟

وقال: والله! إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم، إنّي والله! لأعلم بواطنهم وظواهرهم، وإنّي لأعلم بهم أجمعين، وما هم إليه صائرون، أقوله حقّاً، واُظهره صدقاً، علماً ورّثناه الله قبل الخلق أجمعين، وبعد بناء السماوات والأرضين.

وأيم الله! لولا تظاهر الباطل علينا، وغلبة دولة الكفر، وتوثّب أهل الشكوك والشرك والشقاق علينا، لقلت قولاً يتعجّب منه الأوّلون والآخرون، ثمّ وضع يده علي فيه، ثمّ قال: يا محمّد! اصمت، كما صمت آباؤك (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَاتَسْتَعْجِل لَّهُمْ) [49] إلي آخر الآية.

ثمّ تولّي لرجل إلي جانبه، فقبض علي يده ومشي يتخطّي رقاب الناس، والناس يفرجون له.

قال: فرأيت مشيخة ينظرون إليه، ويقولون: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ و) [50] فسألت عن المشيخة؟



[ صفحه 96]



قيل: هؤلاء قوم من حيّ بني هاشم، من أولاد عبد المطّلب.

قال: وبلغ الخبر، الرضا عليّ بن موسي(عليهما السلام)، وما صنع بابنه محمّد.

فقال: الحمد للّه! ثمّ التفت إلي بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ما قد رميت به مارية القبطيّة، وما ادّعي عليها في ولادتها إبراهيم بن رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)؟!

قالوا: لا! يا سيّدنا! أنت أعلم، فخبّرنا، لنعلم.

قال: إنّ مارية لمّا أُهديت إلي جدّي رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)، أُهديت مع جوار قسّمهنّ رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) علي أصحابه، وظنّ بمارية من دونهنّ، وكان معها خادم يقال له: (جريح) يؤدّبها بآداب الملوك، وأسلمت علي يد رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)، وأسلم جريح معها، وحسن إيمانهما وإسلامهما، فملكت مارية قلب رسول الله فحسدها بعض أزواج رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم).

فأقبلت زوجتان من أزواج رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) إلي أبويهما تشكوان رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) فعله وميله إلي مارية، وإيثاره إيّاها عليهما، حتّي سوّلت لهما أنفسهما أن يقولا: إنّ مارية إنّما حملت بإبراهيم من جريح، وكانوا لايظنّون جريحاً خادماً زمناً. [51] فأقبل أبواهما إلي رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) وهو جالس في مسجده، فجلسا بين يديه، وقالا: يا رسول الله! ما يحلّ لنا ولا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من خيانة واقعة بك قال: وماذا تقولان؟

قالا: يا رسول الله! إنّ جريحاً يأتي من مارية الفاحشة العظمي، وإنّ حملها من جريح، وليس هو منك يا رسول الله! فاربدّ [52] وجه رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)،



[ صفحه 97]



وتلوّن لعظم ماتلقّياه به، ثمّ قال: ويحكما! ماتقولان؟

فقالا: يا رسول الله! إنّنا خلّفنا جريحاً ومارية في مشربة، وهو يفاكهها [53] ويلاعبها، ويروم منها ما تروم الرجال من النساء، فابعث إلي جريح فإنّك تجده علي هذه الحال، فأنفذ فيه حكمك وحكم الله تعالي.

فقال النبيّ(صلي الله عليه و ال وسلم): يا أبا الحسن! خذ معك سيفك ذاالفقار، حتّي تمضي إلي مشربة مارية، فإن صادفتها وجريحاً كما يصفان، فأخمدهما ضرباً.

فقام عليّ(عليه السلام) واتّشح بسيفه، وأخذه تحت ثوبه، فلمّا ولّي ومرّ من بين يدي رسول الله أتي إليه راجعاً، فقال له: يا رسول الله! أكون فيما أمرتني كالسكّة المحماة في النار، أو الشاهد يري ما لا يري الغائب؟

فقال النبيّ(صلي الله عليه و ال وسلم): فديتك يا عليّ! بل الشاهد يري ما لا يري الغائب.

قال: فأقبل عليّ(عليه السلام) وسيفه في يده حتّي تسوّر [54] من فوق مشربة مارية، وهي جالسة وجريح معها، يؤدّبها بآداب الملوك، ويقول لها: أعظمي رسول الله، وكنّيه، وأكرميه، ونحواً من هذا الكلام حتّي نظر جريح إلي أميرالمؤمنين وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح، وأتي إلي نخلة في دار المشربة، فصعد إلي رأسها، فنزل أمير المؤمنين إلي المشربة، وكشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحاً، فقال: انزل، يا جريح! فقال: ياأميرالمؤمنين! آمن علي نفسي؟ قال: آمن علي نفسك.

قال: فنزل جريح، وأخذ بيده أمير المؤمنين، وجاء به إلي رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)، فأوقفه بين يديه، وقال له: يا رسول الله! إنّ جريحاً خادم ممسوح.

فولّي النبيّ(صلي الله عليه و ال وسلم) بوجهه إلي الجدار، وقال: حلّ لهما -ياجريح!- واكشف



[ صفحه 98]



عن نفسك حتّي يتبيّن كذبهما، ويحهما! ما أجرأهما علي الله وعلي رسوله، فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كماوصف، فسقطا بين يدي رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم)، وقالا: يا رسول الله! التوبة، استغفر لنا، فلن نعود، فقال رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم): لا تاب الله عليكما، فماينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة علي الله وعلي رسوله.

قالا: يا رسول الله! فإن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربّنا، وأنزل الله الآية التي فيها: (إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ). [55] قال الرضا عليّ بن موسي(عليهما السلام): «الحمد للّه الذي جعل فيّ وفي ابني محمّد، أُسوة برسول الله، وابنه إبراهيم»، ولمّا بلغ عمره ستّ سنين وشهور قتل المأمون أبه وبقيت الطائفة في حيرة، واختلفت الكلمة بين الناس، واستصغر سنّ أبي جعفر(عليه السلام) وتحيّر الشيعة في سائر الأمصار. [56] .

13 - أبو منصور الطبرسيّ(ره): وعنه [أي أبي محمّد العسكريّ](عليه السلام) قال: قال محمّد بن عليّ الجواد(عليهما السلام): إنّ من تكفّل بأيتام آل محمّد، المنقطعين عن



[ صفحه 99]



إمامهم، المتحيّرين في جهلهم، الأُساري في أيدي شياطينهم، وفي أيدي النواصب من أعدائنا.

فاستنقذهم منهم، وأخرجهم من حيرتهم، وقهر الشياطين بردّ وساوسهم، وقهر الناصبين بحجج ربّهم ودلائل أئمّتهم، ليفضّلون عند الله علي العابد بأفضل المواقع، بأكثر من فضل السماء علي الأرض والعرش والكرسيّ، والحجب علي السماء، وفضلهم علي هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر علي أخفي كوكب في السماء.

[57] .


پاورقي

[1] الزَنبق: نبات من فصيلة الزنبقيّات، زهرته من أجمل الأزهار تفوح منها رائحة ذكيّة. المنجد: 307، (زنبق). البان واحدته البانة: شجر معتدل القوام من فصيلة البانيّات، مهده الأصلي آسيا القطبيّة، يؤخذ من حبّه دهن طيّب. المصدر: 55، (بان).

[2] التفسير: 73، ح 37. عنه البحار: 17 / 414، ح 44، و22 / 393، ح 1، و81 / 231، س 19، ضمن ح 5، وإثبات الهداة: 1 / 391، ح 596، أشار إليه، ومدينة المعاجز: 1 / 409، ح 272، ومستدرك الوسائل: 3 / 86، ح 3079. قصص الأنبياء للراونديّ: 306، ح 376، قطعة منه، مسنداً. إرشاد القلوب: 425، س 6، بتفاوت. الخرائج والجرائح: 2 / 503، ح 15، قطعة منه، مرسلاً. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 420، س 6.

[3] البقرة: 2 / 264.

[4] يس: 36 / 20.

[5] التفسير: 314، ح 160. عنه البحار: 65 / 159، س 6، ضمن ح 11، ومستدرك الوسائل: 7 / 234، ح 8123، قطعة منه، والبرهان: 4 / 23، س 14، ضمن ح 4.

[6] التفسير: 329، ح 186. عنه البحار: 67 / 245، ح 19. عدّة الداعي: 233، س 15. عنه البحار: 67 / 249، س 10، ضمن ح 25. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 428، س 5، مرسلاً.

[7] التفسير: 332، ح 199. عنه البحار: 23 / 260، س 17، ضمن ح 8، بتفاوت، و36 / 10، س 6، ضمن ح 11، بتفاوت، والبرهان: 3 / 245، س 21، ضمن ح 3، بتفاوت.

[8] التفسير: 336، ح 210. عنه مستدرك الوسائل: 12 / 380، ح 14348، والبحار: 23 / 263، س 13، ضمن ح 8.

[9] التفسير: 351، ح 237. عنه البحار: 2 / 11، ح 22، بتفاوت يسير.

[10] يقال: انثال عليه الناس: اجتمعوا وأتوه من كلّ ناحية. المعجم الوسيط: 102، (ثال).

[11] التفسير: 362، ح 250. عنه البحار: 72 / 405، س 4، ضمن ح 42، بتفاوت، ومستدرك الوسائل: 12 / 266، ح 14069.

[12] الأعلي: 87 / 6 - 7.

[13] البقرة: 2 / 106.

[14] البقرة: 2 / 107.

[15] التفسير: 491، ح 311. عنه البرهان: 1 / 140، ح 1، والبحار: 4 / 104، ح 18.

[16] راث يريث ريثاً: أبطأ...، غير رائث أي غير بطي ء. لسان العرب: ج 2، ص 157، (ريث).

[17] ضاره الأمر يضوره كيضيره ضيراً وضوراً، أي ضرّه. لسان العرب: 4 / 494، (ضور).

[18] الرّسل بالكسر: الرفق والتؤْدَةُ، والاسترسال: الاستيناس والطمأنينة إلي الإنسان والثقة به فيما يحدّثه، وأصله السكون والثبات. مجمع البحرين: 5 / 382، (رسل).

[19] في المصدر: مسامة، والظاهر أنّه غير صحيح، يدّل عليه ما في البحار ومدينة المعاجز. سامته: قابله ووازاه. المنجد: 349، (سمت).

[20] في المصدر: علي المنبر، والظاهر أنّه غير صحيح كما يدّل عليه البحار ومدينة المعاجز.

[21] الوَبْل والوابل: المطر الشديد الضخم القطْر. لسان العرب: 11 / 720، (ويل).

[22] في البحار ومدينة المعاجز: ويبدلها له حسناً.

[23] المهواة: موضع في الهواء مشرف ما دونه من جبل وغيره...، ورأيتم يتهاوون في المهواة: إذا سقط بعضهم في إثر بعض. لسان العرب: 15 / 370، (هوا).

[24] السرح: الماشية [فناء الدار]. المنجد: 329، (سرح).

[25] خمل ذكره وصوته، خمُولا: خَفِي. أقرب الموارد: 1 / 303، (خمل).

[26] نوّه الشي ء تنويهاً: رفعه. أقرب الموارد: 2 / 1362، (نوه).

[27] توثّب: استولي. أقرب الموارد: 2 / 1424، (وثب).

[28] أشِرَ، أشَراً: بَطِرَ ومَرِح. المنجد: 12، (اَشِرَ).

[29] بَطِراً: أخذته دهشة. أقرب الموارد: 1 / 47، (بطر).

[30] في المصدر: تجاوزك، والظاهر أنّه غير صحيح، كما دلّ عليه البحار ومدينة المعاجز.

[31] خفقه، خفقاً: ضربه بشي ء. أقرب الموارد: 1 / 290، (خفق).

[32] رَضّه: دقّه وجرشه. أقرب الموارد: 1 / 409، (رضض).

[33] هشمه، هشماً: كسره، أقرب الموارد: 2 / 1391، (هشم).

[34] لَحَسَ: لعِقَها وأخذ ما علق بجوانبها بالإصبع أو باللسان. أقرب الموارد: 2 / 1132.

[35] في المصدر: فإنّ الله، وهو غير صحيح، يدلّ عليه ما في البحار ومدينة المعاجز.

[36] في البحار: فيهم، وكذا في مدينة المعاجز.

[37] الضئيل: الصغير الدقيق الحقير والنحيف. أقرب الموارد: 1 / 674، (ضؤل).

[38] عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 2 / 167، ح 1. عنه البحار: 5 / 155، ح 7، قطعة منه، و49 / 180، ح 16، بتفاوت، و88 / 311، ح 2، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 7 / 137، ح 2240، بتفاوت آخر لم نذكره، ووسائل الشيعة: 8 / 8، ح 9997، قطعة منه، وإثبات الهداة: 3 / 259، ح 35، قطعة منه، ونور الثقلين: 4 / 34، ح 123، قطعة منه. الخرائج والجرائح: 2 / 658، ح 1، مرسلاً، وبتفاوت. الصراط المستقيم: 2 / 197، ح 17، باختصار. المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 370، س 1، باختصار. الثاقب في المناقب: 467 ح 394، و469، ح 395، قطعتان منه. دلائل الإمامة: 376، ح 340، بتفاوت.

[39] تَبَحْبَح في المجد: أي أنّه في مجد واسع...، وتبحبح إذا تمكّن وتوسّط المنزل والمقام. لسان العرب: 2 / 407، (بحح).

[40] في البحار: المبانين، وفي العلل: الميامين.

[41] القصص: 46 / 28.

[42] عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 1 / 282، ح 30. عنه تفسير البرهان: 1 / 49، ح 18.بشارة المصطفي: 212، س 15. التفسير المنسوب إلي الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام): 30، ح 11، مرسلاً، قال الإمام: جاءرجل إلي الرضا(عليه السلام).... عنه تأويل الآيات الظاهرة: 27، س 6، و411، س 11، قطعتان منه. وعنه وعن العيون، البحار: 26 / 274، ح 17.

من لا يحضره الفقيه: 2 / 211، ح 967، قطعة منه. عنه الجواهر السنيّة: 193، س 22. وعنه وعن العيون، الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1 / 406، ح 551، ووسائل الشيعة: 12 / 384، ح 16572، والوافي: 3 / 717، ح 1332، قطعة منه.علل الشرايع: ب 157 / 416، ح 3، مسنداً نحو ما في تفسير الإمام(عليه السلام). عنه الجواهر السنيّة: 193، س 10، قطعة منه. وعنه وعن العيون، البحار: 13 / 340، ح 18، قطعة منه، و89 / 224، ح 2، أورده بتمامه، و96 / 185، ح 16، قطعة منه.

[43] تقدّمت ترجمته في (ما رواه عن الإمام الحسين(ع))، رقم 980.

[44] معاني الأخبار: 289، ح 7. عنه البحار: 6 / 155، ح 11، وفيه: المفسّر، عن أحمد بن الحسن الحسينيّ، عن أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام).... الدعوات للراونديّ: 248، ح 698، وفيه: عن محمّد بن عليّ(ع)، وزاد فيه: ثمّ قال: ياابن رسول الله! هذه ملائكة ربّي بالتحيّات والتحف، يسلّمون عليك، وهم قيام بين يديك، فائذن لهم في الجلوس. فقال الرضا(عليه السلام): اجلسوا ملائكة ربّي، ثمّ قال للمريض: سلهم! أمروا بالقيام بحضرتي؟ فقال المريض: سئلتهم، فزعموا أنّه لو حضرك كلّ من خلقه الله من ملائكته لقاموا لك ولم يجلسوا حتّي تأذن لهم، هكذا أمرهم الله عزّ وجلّ، ثمّ غمز الرجل عينيه، وقال: السلام عليك يا ابن رسول الله! هكذا شخصك ماثل لي مع أشخاص محمّد6، ومن بعده من الأئمّة:، وقضي الرجل. عنه البحار: 6 / 194، ح 45، و 49 / 72، ح 96، ومستدرك الوسائل: 2 / 126، ح 2.

[45] اَلأُدْمَةُ: السمْرَة، لون مُشْرَب سواداً أو بياضاً. لسان العرب: 12 / 11، (أدم).

[46] في نوادر المعجزات: «سعيد»، بدل «شنيف»، وفي الهداية الكبري: «سيف».

[47] زرقوه: زرقت عينه نحوي: إذا تقلّبت، فظهر بياضها. مجمع البحرين: 5 / 176، (زرق).

[48] أرهف السيف: حَدَّدَه ورقّق حدّه. أقرب الموارد: 1 / 439، (رهف).

[49] الأحقاف: 46 / 35.

[50] الأنعام: 6 / 124.

[51] الزمانة: عدم بعض الأعضاء وتعطيل القوي. أقرب الموارد: 1 / 475، (زمن).

[52] أربدّ وجهه وتربّد: احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب. لسان العرب: 3 / 170، (ربد).

[53] فاكهه: مازحه، تفاكه القوم: تمازحوا. أقرب الموارد: 2 / 940، (فكه).

[54] تسوّرته: أي علوته. لسان العرب: 4 / 386، (سوّر).

[55] التوبة: 9 / 80.

[56] دلائل الإمامة: 384، ح 342. عنه مدينة المعاجز: 7 / 264، ح 2312، وحلية الأبرار: 4 / 534، ح 2. نوادر المعجزات: 173، ح 1، بتفاوت يسير. مشارق أنوار اليقين: 98، س 20، أشار إليه. عنه حلية الأبرار: 4 / 540، ح 3، والبحار: 50 / 108، ح 27، قطعة منه.

الهداية الكبري: 295، س 13، مرسلاً وبتفاوت. عنه البرهان: 3 / 127، ح 5، قطعة منه. المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 387، س 1، قطعة منه. عنه البحار: 50 / 8، س 15، ح 9. قطعة منه في (ما رواه عن الإمام الرضا(ع))، و(أنّ الإمام الجواد(عليه السلام) كوكب الدرّيّ ومن ذريّة أمير المؤمنين(عليه السلام)).

[57] الاحتجاج: 1 / 14، ح 10. عنه وعن التفسير، البحار: 2 / 6، ح 11، بتفاوت يسير. التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ(عليه السلام): 344، ح 224، بتفاوت يسير. عنه منية المريد: 34، س 18، والمحجّة البيضاء: 1 / 32، س 13، بتفاوت يسير، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1 / 603، ح 947. الصراط المستقيم: 3 / 56، س 11.