بازگشت

الاحاديث المشتبهة


وفيه ثمانية أحاديث

نودّ أن نلفت نظر القاري ء الكريم بأنّا وجدنا أثناء عملنا في جمع أحاديث الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام)، أنّ بعض الأحاديث قد نسب إليه صلوات الله عليه، ولكن بعد الفحص في الرواة والمصادر، إنتهينا إلي أنّ هذه النسبة كانت غير صحيحة، فأوردنا تلك الأحاديث في هذا القسم، وسنذكر في الهامش ما يؤيّد ذلك من الشواهد والقرائن.

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد ابن عيسي، عن ابن فضّال، عن داود بن أبي يزيد وهو فرقد، عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: إنّ الله تعالي بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط: جبرئيل، وميكائيل، وإسرافيل، وكروبيل(عليهم السلام).

فمرّوا بإبراهيم(عليه السلام) وهم معتمّون، فسلّموا عليه، فلم يعرفهم، ورأي هيئة



[ صفحه 200]



حسنة، فقال: لايخدم هؤلاء أحد إلّا أنا بنفسي، وكان صاحب أضياف، فشوي لهم عجلاً سميناً حتّي أنضجه، ثمّ قرّبه إليهم.

(فَلَمَّا) وضعه بين أيديهم (رَءَآ أَيْدِيَهُمْ لَاتَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) [1] ، فلمّا رأي ذلك جبرئيل(عليه السلام) حسر العمامة عن وجهه وعن رأسه، فعرفه إبراهيم(عليه السلام)، فقال: أنت هو؟

فقال: نعم! ومرّت امرأته سارة فبشّرها بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، فقالت: ما قال الله عزّ وجلّ؟ فأجابوها بما في الكتاب العزيز.

فقال إبراهيم(عليه السلام) لهم: فيماذا جئتم؟

قالوا له: في إهلاك قوم لوط.

فقال لهم: إن كان فيها مائة من المؤمنين تهلكونهم؟

فقال جبرئيل(عليه السلام): لا!

قال: فإن كانوا خمسين؟ قال: لا!

قال: فإن كانوا ثلاثين؟ قال: لا!

قال: فإن كانوا عشرين؟ قال: لا!

قال: فإن كانوا عشرة؟ قال: لا!

قال: فإن كانوا خمسة؟ قال: لا!

قال: فإن كانوا واحداً؟ قال: لا!

قال: إنّ فيها لوطاً، قالوا: نحن أعلم بمن فيها (لَنُنَجِّيَنَّهُ و وَأَهْلَهُ و إِلَّا امْرَأَتَهُ و كَانَتْ مِنَ الْغَبِرِينَ) [2] ثمّ مضوا.



[ صفحه 201]



وقال الحسن العسكريّ أبو محمّد: [3] لا أعلم ذا القول إلّا وهو يستبقيهم. وهو قول الله عزّ وجلّ: (يُجَدِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ). [4] .

فأتوا لوطاً، وهو في زراعة له قرب المدينة، فسلّموا عليه، وهم معتمّون؛ فلمّا رأي هيئة حسنة، عليهم عمائم بيض، وثياب بيض، فقال لهم: المنزل؟

فقالوا: نعم! فتقدّمهم، ومشوا خلفه.

فندم علي عرضه عليهم المنزل، وقال: أيّ شي ء صنعت؟ آتي بهم قومي وأنا أعرفهم، فالتفت إليهم، فقال: إنّكم تأتون شرار خلق الله.

وقد قال جبرئيل(عليه السلام): لا نعجل عليهم حتّي يشهد ثلاث شهادات.

فقال جبرئيل(عليه السلام): هذه واحدة ثمّ مشي ساعة، ثمّ التفت إليهم، فقال: إنّكم تأتون شرار خلق الله.

فقال جبرئيل(عليه السلام): هذه اثنتان، ثمّ مضي فلمّا بلغ باب المدينة إلتفت إليهم، فقال: إنّكم تأتون شرار خلق الله.

فقال جبرئيل(عليه السلام): هذه ثالثة، ثمّ دخل ودخلوا معه.

فلمّا رأتهم امرأته، رأت هيئة حسنة، فصعدت فوق السطح وصعقت، فلم يسمعوا، فدخنت فلمّا رأوا الدخان أقبلوا يهرعون إلي الباب، فنزلت إليهم، فقالت: عنده قوم ما رأيت قطّ أحسن منهم هيئة.



[ صفحه 202]



فجاؤوا إلي الباب ليدخلوها، فلمّا رآهم لوط قام إليهم، فقال: يا قوم! (اتَّقُواْ اللَّهَ وَلَاتُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)؟

فقال: (هَؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) فدعاهم إلي الحلال، فقالوا: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ).

فقال: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَي رُكْنٍ شَدِيدٍ). [5] .

فقال جبرئيل(عليه السلام): لو يعلم أيّ قوّة له. فكاثروه حتّي دخلوا البيت.

قال: فصاح به جبرئيل: يا لوط! دعهم يدخلون.

فلمّا دخلوا أهوي جبرئيل بإصبعه نحوهم، فذهبت أعينهم، وهو قوله: (فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ). [6] .

ثمّ نادي جبرئيل: فقال: (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ)، وقال له جبرئيل: إنّا بعثنا في إهلاكهم.

فقال: يا جبرئيل! عجّل.

فقال: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ). [7] .

قال: فأمره فتحمّل ومن معه إلّا امرأته قال: ثمّ اقتلعها جبرئيل بجناحيه من سبع أرضين، ثمّ رفعها حتّي سمع أهل سماء الدنيا نياح الكلاب وصياح الديكة، ثمّ قلّبها، وأمطر عليها وعلي من حول المدينة حجارة من سجّيل. [8] .

2 - ابن أبي جمهور الإحسائيّ(ره): روي أنّ المتوكّل بعث إلي الحسن



[ صفحه 203]



العسكريّ(عليه السلام) يسأله عن نصرانيّ فجر بامرأة مسلمة.

فلمّا أخذ ليقام عليه الحدّ أسلم.

فأجاب(عليه السلام): إنّ الحكم فيه أن يضرب حتّي يموت، لأنّ الله سبحانه يقول: (فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ و وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ ي مُشْرِكِينَ - فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ي وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَفِرُونَ). [9] [10] .

3 - الحرّ العامليّ(ره): الصدوق بإسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، قال: كتبت إلي أبي محمّد(عليه السلام) [11] : امرأة أرضعت عناقاً بلبنها حتّي فطمتها؟

قال(عليه السلام): فعل مكروه، ولا بأس به. [12] .

4 - العلّامة المجلسيّ(ره): وقال [أبو محمّد الحسن العسكريّ](عليه السلام) للمتوكّل: لا تطلب الصفا ممّن كدرت عليه، ولا النصح ممّن صرفت سوء ظنّك إليه، فإنّما قلب غيرك لك كقلبك له. [13] .



[ صفحه 204]



5 - المحدّث النوريّ(ره): أحمد بن محمّد بن عيسي في نوادره، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي الصباح، قال: قلت لأبي محمّد الحسن(عليه السلام): إنّ أُمّي تصدّقت عليّ بنصيب لها في دار، فقلت لها: إنّ القضاة لا يجيزون هذا، ولكن اكتبيه: شري.

فقالت: اصنع ما بدا لك، وكلّما تري أنّه يسوغ لك، فتوثقت. وأراد بعض الورثة أن يستحلفني أنّي قد نقدتها الثمن، ولم أنقدها شيئاً، فما تري؟

قال(عليه السلام): فاحلف له. [14] .

6 - المحدّث النوريّ(ره): وفي الأمالي: عن عليّ بن أحمد الدقّان، عن محمّد بن جعفر الأسديّ، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ، عن أبي محمّد الحسن العسكريّ(عليه السلام) [15] قال: قال موسي(عليه السلام): إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا؟

قال: يا موسي! أقيمه يوم القيامة مقاماً لا يخاف فيه.

قال: إلهي! فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس؟

قال: يا موسي! ثوابه كثواب من لم يصمه. [16] .



[ صفحه 205]



7 - السيّد محسن الأمين(ره): في مهج الدعوات: حرزالعسكريّ(عليه السلام): «بسم الله الرحمن الرحيم، يا مالك الرقاب! ويا هازم الأحزاب! يا مفتّح الأبواب! يامسبّب الأسباب! سبّب لنا سبباًلانستطيع له طلباً، بحقّ لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله صلّي الله عليه، وعلي آله أجمعين». [17] .

8 - السيّد محسن الأمين(ره): [عن أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام)]: السَهر ألذّ للمنام، والجوع أزيد في طيب الطعام - رغّب(عليه السلام) به في صوم النهار وقيام الليل. [18] .



[ صفحه 207]




پاورقي

[1] هود: 11 / 70.

[2] العنكبوت: 29 / 32.

[3] أوردنا الحديث هنا، لأنّ في تفسير العيّاشيّ: 2 / 153، رقم 46، وكذا البحار: 12 / 168، ح 25، جاء بدل «الحسن العسكريّ أبو محمّد»، الحسن بن عليّ. وقال العلاّمة المجلسيّ(ره)؛ في بيانه ذيل الحديث: الحسن بن عليّ، أي ابن فضّال. ويدلّ عليه أيضاً أنّ كنية ابن فضّال أبو محمّد، راجع رجال النجاشي: 34 / 72، وجامع الرواة: 2 / 214، ومعجم رجال الحديث: 5 / 44، رقم 2983.

[4] هود: 11 / 74.

[5] هود: 11 / 78 - 80.

[6] القمر: 54 / 37.

[7] هود: 11 / 81.

[8] الكافي: 8 / 270، ح 505.

[9] غافر: 40 / 84، و85.

[10] عوالي اللئالي: 2 / 155، ح 432. الكافي: 7 / 238، ح 2، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن جعفر بن رزق الله - أو رجل عن جعفر بن رزق الله - قال:... فأمرالمتوكل بالكتاب الي ابي الحسن الثالث(عليه السلام).... وهكذا روي عن أبي الحسن الهادي(عليه السلام) في سائر المصادر بتفاوت في الألفاظ.

[11] أورده الشيخ الصدوق(ره)؛ في الفقيه: 3 / 212، ح 986، وكتب أحمد بن محمّد بن عيسي إلي عليّ بن محمّد(عليهماالسلام).

[12] وسائل الشيعة: 24 / 163، س 10، و 20 / 407، س 4، نحوه.

[13] البحار: 75 / 380، س 3، ضمن ح 4، عن أعلام الدين، ولم نعثر عليه فيما رواه عن العسكريّ(عليه السلام)، بل أورده فيما روي عن الإمام الهادي(عليه السلام): 312، س 4.

[14] مستدرك الوسائل: 16 / 76، ح 19199، عن النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسي. وفيه: أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عثمان، عن (معاوية بن أبي) الصباح، قال: قلت لأبي الحسن(عليه السلام)...، النوادر: 28، ح 21. ولا يخفي أنّ أبا الصباح من أصحاب أبي الحسن موسي الكاظم(عليه السلام).

[15] لمّا كان الحديث في الأمالي للشيخ الصدوق(ره)؛: 173، ح 8، بإسناده عن أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي(عليهما السلام)، وكذا في البحار: 13 / 328، ح 5.وأورد المحدّث النوريّ(ره)؛ هذه القطعة عن أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام)، أوردناه ههنا.

[16] مستدرك الوسائل: 7 / 485، ح 8712.

[17] أعيان الشيعة: 2 / 42، س 9، عن مهج الدعوات، ولكن في المصدر أسنده إلي مولينا القائم(عليه السلام). راجع: 64، س 6.

[18] أعيان الشيعة: 2 / 42، س 27، أورده في بيان سيرة العسكريّ(عليه السلام)، والبحار: 75 / 379، س 24، ضمن ح 4، أورده في مواعظ أبي محمّد العسكريّ(عليه السلام)، عن أعلام الدين، ولم نعثر عليه فيما رواه عن العسكريّ(عليه السلام)، بل أورده فيما روي عن الإمام الهادي(عليه السلام)، 311، س 14، بتفاوت يسير.