بازگشت

الواقفون عليه


1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ(ره): عليّ بن محمّد، عن الفضل الخزّاز المدائنيّ مولي خديجة بنت محمّد أبي جعفر(عليه السلام)، قال: إنّ قوماً من أهل المدينة، من الطالبيّين كانوا يقولون بالحقّ، وكانت الوظائف ترد عليهم في وقت معلوم.

فلمّا مضي أبو محمّد(عليه السلام) رجع قوم منهم عن القول بالولد، فوردت الوظائف علي من ثبت منهم علي القول بالولد، وقطع عن الباقين فلايذكرون في الذاكرين،



[ صفحه 241]



والحمد للّه ربّ العالمين. [1] .

2 - الحضينيّ(ره): حدّثني عليّ بن الحسين بن فضّال، وكان ممّن يقول بإمامةجعفر بعد مضيّ أبي محمّد(عليه السلام)، وكان قبل ذلك فتحيّاً.

أنّه كتب إلي جعفر يسأله عن حقيقة أمره؟

فكتب إليه: أنّ أخي أبا محمّد(عليه السلام) كان إماماً مفروض الطاعة، وأنّي وصيّه من بعده، والإمام لا غير. [2] .

3 - الشيخ المفيد(ره): فلمّا توفّي [الإمام أبو الحسن الهادي(عليه السلام)] تفرّقوا [الجماعة] بعد ذلك:

فقال الجمهور منهم بإمامة أبي محمّد الحسن بن عليّ(عليهما السلام).

وقال فريق منهم: إنّ الإمام بعد أبي الحسن [الهادي(عليه السلام)] محمّد بن عليّ أخو أبي محمّد(عليه السلام)، وزعموا أنّه لم يمت وأنّه حيّ وهو الإمام المنتظر. [3] .

4 - الشيخ المفيد(ره): وقالت فرقة ممّن دانت بإمامة الحسن [العسكريّ](عليه السلام): إنّه حيّ لم يمت، وإنّما غاب وهو القائم المنتظر.

وقالت فرقة أخري: إنّ أبا محمّد(عليه السلام) مات وعاش بعد موته، وهو القائم المهديّ(عليه السلام)، واعتلّوا في ذلك بخبر رووه: أنّ القائم(عليه السلام) إنّما سمّي بذلك لأنّه يقوم بعد الموت.

وقال فرقة أخري: إنّ أبا محمّد(عليه السلام) قد توفّي لا محالة، وإنّ الإمام من بعده



[ صفحه 242]



أخوه جعفر بن عليّ، واعتلّوا في ذلك بالرواية عن أبي عبد الله(عليه السلام): إنّ الإمام هو الذي لا يوجد منه ملجأ إلّا إليه، قالوا: فلم نر للحسن(عليه السلام) ولداً ظاهراً التجأنا إلي القول بإمامة جعفر أخيه.

ورجعت فرقة ممّن كانت تقول بإمامة الحسن(عليه السلام) عن إمامته عند وفاته وقالوا: لم يكن إماماً، وكان مدّعياً مبطلاً، وأنكروا إمامة أخيه محمّد، وقالوا: الإمام جعفر بن عليّ بنصّ أبيه عليه، قالوا: إنّما قلنا بذلك لأنّ محمّداً مات في حيات أبيه، والإمام لا يموت في حياة أبيه، وأمّا الحسن(عليه السلام) فلم يكن له عقب، والإمام لايخرج من الدنيا حتّي يكون له عقب.

وقالت فرقة أخري: إنّ الإمام محمّد بن عليّ أخو الحسن بن عليّ(عليهما السلام)، ورجعوا عن إمامة الحسن(عليه السلام)، وادّعوا حياة محمّد بعد أن كانوا ينكرون ذلك.

وقالت فرقة أخري: إنّ الإمام بعد الحسن(عليه السلام) ابنه المنتظر، وأنّه عليّ بن الحسن، وليس كما تقول القطعيّة: إنّه محمّد بن الحسن(عليهما السلام)، وقالوا بعد ذلك بمقالةالقطعيّة بالغيبة والانتظار حرفاً بحرف.

وقالت فرقة أخري: إنّ القائم محمّد بن الحسن(عليهما السلام)، ولد بعد أبيه بثمانية أشهر، وهو المنتظر، وأكذبوا من زعم أنّه ولد في حيات أبيه.

وقالت فرقة أخري: إنّ أبا محمّد(عليه السلام) مات عن غير ولد ظاهر، ولكن عن حبل بعض جواريه القائم من بعد الحسن(عليه السلام) محمول به، وما ولدته أُمّه بعد، وإنّه يجوز أنّها تبقي مائة سنة حاملاً به، فإذا ولدته أظهرت ولادته.

وقالت فرقة أخري: إنّ الإمام قد بطلت بعد الحسن(عليه السلام)، فارتفعت الأئمّة، وليس في الأرض حجّة من آل محمّد(عليهم السلام)، وإنّما الحجّة الأخبار الواردة عن الأئمّة المتقدّمين(عليهم السلام)، وزعموا أنّ ذلك سائغ إذا غضب الله علي العباد، فجعله عقوبة لهم.



[ صفحه 243]



وقالت فرقة أخري: إنّ محمّد بن عليّ أخا الحسن بن عليّ(عليهما السلام) كان الإمام في الحقيقة مع أبيه عليّ(عليه السلام)، وإنّه لمّا حضرته الوفاة وصّي إلي غلام له يقال له: نفيس، وكان ثقة أمين، ودفع إليه الكتب والسلاح، ووصّاه عن يسلّمها أخيه جعفر، فسلّمها إليه، وكانت الإمامة في جعفر بعد محمّد علي هذا الترتيب.

وقالت فرقة أخري: وقد علمنا أنّ الحسن(عليه السلام) كان إماماً، فلمّا قبض التبس الأمر علينا، فلا ندري أجعفر كان الإمام بعده، أم غيره، والذي يجب علينا أن نقطع علي أنّه لابدّ من إمام، ولا نقدّم علي القول بإمامة أحد بعينه، حتّي يتبيّن لنا ذلك.

وقالت فرقة أخري: بل الإمام بعد الحسن(عليه السلام) ابنه محمّد وهو المنتظر(عليه السلام)، غير أنّه قد مات، وسيجي ء ويقوم بالسيف، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

وقالت الفرقة الرابع عشرة منهم: إنّ أبا محمّد(عليه السلام) كان الإمام من بعد أبيه(عليه السلام)، وإنّه لمّا حضرته الوفاة نصّ علي أخيه جعفر من عليّ بن محمّد بن عليّ، وكان الإمام من بعده بالنصّ عليه، والوراثة له، وزعموا أنّ الذي دعاهم إلي ذلك ما يجب في العقل من وجوب الإمامة مع فقدهم لولد الحسن(عليه السلام)، وبطلان دعوي من ادّعي وجوده فيما زعموا من الإماميّة.

قال الشيخ أيّده الله: وليس من هؤلاء الفرق التي ذكرناها فرقة موجودة في زماننا هذا، وهو من سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة إلّاالإماميّة الاثنا عشريّة القائلة بإمامة ابن الحسن المسمّي باسم رسول الله(صلي الله عليه و ال وسلم) القاطعة علي حياته، وبقائه إلي وقت قيامه بالسيف. [4] .



[ صفحه 245]




پاورقي

[1] الكافي: 1 / 518، ح 7. عنه البحار: 51 / 309، ح 26، ومدينة المعاجز: 8 / 79، ح 2689.

[2] الهداية الكبري: 382، س 25. قطعة منه في (أحوال أخيه(عليه السلام) جعفر).

[3] الفصول المختارة، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ(ره)؛: 2 / 317، س 7.

[4] الفصول المختارة، المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ؛(ره): 2 / 319، س 8.