بازگشت

ولادة الامام الحسن العسكري و تسميته و نسبه


قال الأب: في السنة الثانية و الثلاثين بعد المائتين من الهجرة النبوية الشريفة زفت البشري للامام علي الهادي عليه السلام بولادة ثمرة فؤاد الأئمة، الشافع المشفع، و الامام المسدد، و والد خاتم الأئمة، سر الله المكنون، و عيبة علم الأنبياء و المرسلين، الزكي الرضي، التقي الحسن العسكري، فكانت ولادته مدعاة سرور كبير، و فرح ليس له نظير، ملأ بيت الهادي علي بن محمد عليهم السلام.

و في رواية أن ولادته عليه السلام كانت سنة احدي و ثلاثين و مائتين للهجرة النبوية المباركة، و الأشهر في يوم ولادته عليه السلام أنها كانت يوم الجمعة ثامن ربيع الثاني، و قيل في العاشر منه، و في قول آخر أنها كانت يوم السبت رابع ربيع الثاني.

و في رواية الشيخ المفيد: أن ولادته عليه السلام كانت في المدينة، في شهر ربيع الثاني سنة ثلاثين و مائتين من الهجرة النبوية الشريفة.

و في رواية أن مولده عليه السلام كان في مدينة سر من رأي، الا أن الأشهر أن ولادته عليه السلام كانت في مدينة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.



[ صفحه 97]



سماه أبوه عليه السلام بالحسن، و كناه بأبي محمد، و كانت ألقابه: الزكي و الهادي و العسكري، و زاد ابن شهر آشوب في المناقب: الصامت و الرفيق و التقي.

و قال الشبلنجي: و ألقابه عليه السلام: الخالص و السراج و العسكري [1] .

والدته أم ولد تدعي سليل، و قيل حديث، و الصحيح و المشهور سليل، و كانت من العارفات الصالحات [2] و قيل أن اسمها سوسن [3] .

ثم قال الأب: و حينما استدعي المتوكل العباسي، الامام أباالحسن علي الهادي عليه السلام الي سامراء كان ابنه الحسن العسكري عليه السلام لم يتجاوز الخامسة من العمر، فارتحل مع أبيه الي العراق، و بذلك فقد لمس سوء معاملة الخلفاء العباسيين لأبيه و حسدهم لآل البيت عليهم السلام، كما و تعرف علي أصحاب أبيه و شيعته، و عرف مقدار ما يحمله كل واحد منهم من ايمان و علم و موالاة.

فقال الابن الأكبر: و كم كان له عليه السلام من العمر حين وفاة أبيه الهادي عليه السلام يا أبي؟

فقال الأب: ان كانت ولادته عليه السلام كما هو مشهور في السنة الثانية و الثلاثين بعد المائتين، و وفاة أبيه الهادي عليه السلام في السنة الرابعة و الخمسين بعد المائتين، فهذا يعني أن له من العمر اثنتا و عشرين عاما حين وفاة أبيه عليه السلام و هي التي بدأت بها امامته عليه السلام.

فقال الابن الأكبر: و هل كان زواجه عليه السلام في حياة أبيه عليه السلام يا أبي أم بعدها؟



[ صفحه 98]



الأب: لقد كان زواج الامام الحسن العسكري عليه السلام في حياة أبيه يا ولدي.

فقال الابن الأكبر: حدثنا عن زواجه عليه السلام يا أبي كيف تم؟

فقال الأب: كان للامام الهادي عليه السلام جار بسر من رأي يدعي بشر بن سليمان النخاس، و هو من ولد أبي أيوب الأنصاري، و كان مواليا لآل البيت النبوي الأطهار، و هو من يروي لنا قصة زواج الامام الحسن العسكري عليه السلام، حيث يقول:

أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبوالحسن علي بن محمد العسكري عليهم السلام يدعوك اليه.

قال بشر: فأتيته، فلما جلست بين يديه قال عليه السلام لي: يا بشر، انك و من ولد الأنصار، و هذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، و أنتم ثقاتنا أهل البيت، و أني مزكيك و مشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بها بسر اطلعك عليه، و أنفذك في ابتياع امة.

ثم قال بشر: فكتب عليه السلام كتابا لطيفا بخط و لغة رومية، و طبع عليه خاتمه، و أخرج شقة صفراء، فياه مائتان و عشرون دينارا، فقال: خذها، و توجه بها الي بغداد، و احضر معبر الفرات، ضحوة يوم كذا، فاذا وصلت الي جانبك زواريق السبايا و تري الجواري فيها، ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس، و شرذمة من فتيان العرب، فاذا رأيت ذلك فأشرف من البعد علي المسمي عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك، الي أن تبرز للمبتاعين جارية، صفتها كذا و كذا، لابسة حريرين صفيقين، تمتنع من العرض و لمس المعترض و الانقياد لمن يحاول لمسها، و تسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق، فاعلم أنها تقول: و اهتك ستراه، فيقول بعض علي



[ صفحه 99]



ثلثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول له بالعربية: لو برزت في زي سليمان بن داود و علي شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فاشفق علي مالك، فيقول النخاس: فما الحيلة؟ و لا بد من بيعك، فتقول الجارية: و ما العجلة، و لا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي اليه، و الي وفائه و أمانته، فعند ذلك قم الي عمر بن يزيد النخاس، و قل له: ان معك كتابا ملطفة لبعض الأشراف، كتبه بلغة رومية و خط رومي، و وصف فيه كرمه و وفاءه و نبله و سخاءه، و تناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فان مالت اليه و رضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.

قال بشر: فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبوالحسن عليه السلام في أمر الجارية، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا، و قالت لعمر بن يزيد: بعني من صاحب هذا الكتاب، و حلفت بالمحرجة و المغلظة أنه متي امتنع من بيعها منه قتلت نفسها، فما زلت أشاحه في ثمنها، حتي استقر الأمر فيه علي مقدار ما كان أصحبنيه مولاي عليه السلام من الدنانير، فاستوفاه، و تسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة، و انصرفت بها الي الحجرة التي كنت آوي اليها ببغداد، فما أن أخذتها حتي أخرجت الكتاب من جيبها، و هي تلثمه، و تطبقه علي جفنها، و تضعه علي خديها، و تمسحه علي بدنها، فقلت تعجبا منها: تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه؟ فقال: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء، أعرني سمعك، و فرغ لي قلبك، أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر، ملك الروم، و أمي من ولد الحواريين، تنسب الي وصي المسيح، شمعون، أنبئك بالعجب، أن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه، و أنا من بنات ثلاث عشر سنة، فجمع في قصره نسل الحورايين من القسيسين و الرهبان ثلثمائة رجل،



[ صفحه 100]



و من ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل، و جمع من أمراء الأجناد و قواد العسكر و نقباء الجيوش و ملوك العشائر أربعة آلاف، و أبرز من بهي ملكه عرشا مصاغا من أصناف الجوهر، و رفعة فوق أربعين مرقاة، فلما صعد ابن أخيه و أحدقت الصلب، و قامت الأساقفة عكفا، و نشرت أسفار الأناجيل، تسافلت الصلب من الأعلي فلصقت الأرض، و تقوضت أعمدة العرش فانهارت الي القرار، و خر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الأساقفة، و ارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدي: أيها الملك، اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة علي زوال هذا الدين المسيحي، و المذاهب الملكاني، فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا، و قال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة، و ارفعوا الصلبان، و احضروا أخا هذا المدبر العاهر المنكوس جده، لأزوجه هذه الصبية، فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، و لما فعلوا ذلك، حديث علي الثاني مثل ما حدث علي الأول، فتفرق الناس، و قام جدي قيصر مغتما، فدخل منزل النساء، و أرخيت الستور، و أريت في تلك اليلة كأن المسيح و شمعون و عدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي، و نصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوا و ارتفاعا، في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه، و دخل عليه محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و ختنه و وصيه عليه السلام، و عدة من أبنائه عليهم السلام، فتقدم المسيح اليه و اعتنقه، فقال له محمد صلي الله عليه و آله و سلم: يا روح الله، اني جئتك خاطبا من وصيك شمعون، فتاته مليكة، لا بني هذا، و أومأ صلي الله عليه و آله و سلم بيده الي أبي محمد عليه السلام، ابن صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح الي شمعون و قال له: قد آتاك الشرف، فصل رحمك برحم آل محمد، قال: قد فعلت، فصعدوا ذلك المنبر، فخطب محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و زوجني من ابنه، و شهد المسيح، و شهد أبناء



[ صفحه 101]



محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و الحواريون، فلام استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا علي أبي و جدي، مخافة القتل، فكنت أسرها في نفسي، و لا أبديها لهم، و ضرب صدري بمحبة أبي محمد عليه السلام، حتي امتنعت من الطعام و الشراب، فضعفت نفسي، و دق شخصي، و مرضت مرضا شديدا، فما بقي في مدائن الروم طبيب الا أحضره جدي، و سأله عن دوائي، فلما برح به اليأس قال: يا قرة عيني، هل يخطر ببالك شهوة فأزودكها في هذه الدنيا؟ فقلت، يا جدي، أري أبواب الفرج علي مغلقة، فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أساري المسلمين، و فككت عنهم الأغلال، و تصدقت عليهم و منيتهم الخلاص، رجوت أن يهب المسيح و أمه عافية، فلما فعل ذلك تجلدت في اظهار الصحة من بدني قليلا، و تناولت يسيرا من الطعام، فسر بذلك، و أقبل علي اكرام الأساري و اعزازهم، فأريت أيضا بعد أربع عشر ليلة، كأن سيدة نساء العالمين فاطمة عليهاالسلام قد زارتني، و معها مريم بنت عمران، و ألف من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيدة النساء، أم زوجك أبي محمد عليه السلام، فأتعلق بها و أبكي، و أشكو اليها امتناع أبي محمد عليه السلام من زيارتي، فقالت سيدة النساء: ان ابني أبامحمد لا يزورك و أنت مشركة بالله علي مذهب النصاري، و هذه أختي مريم بنت عمران تبرأ الي الله من دينك، فان ملت الي رضا الله تعالي، و رضي المسيح و مريم عليهم السلام، و زيارة أبي محمد أياك، فقولي: أشهد أن لا اله الا الله، و أن أبي محمدا صلي الله عليه و آله و سلم رسول الله، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني الي صدرها سيدة نساء العالمين، و طيبت نفسي، و قالت: الآن توقعي زيارة أبي محمد عليه السلام، و اني منفدته اليك، فانتبهت و أنا أقول: و اشوقاه الي لقيا أبي محمد، و أتوقع لقاء أبي محمد عليه السلام، فلما



[ صفحه 102]



كان في الليلة القابلة، رأيت أبامحمد، و كأني أقول له: جفوتني يا حبيبي، بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبك، فقال عليه السلام: ما كان تأخيري عنك الا لشركك، فقد أسلمت، و أنا زائرك في كل ليلة، الي أن يجمع الله شملنا في العيان، فما قطع عني زيارته بعد ذلك الي هذه الغاية.

قال بشر: فقلت لها: و كيف وقعت في الأساري؟ قالت: أخبرني أبومحمد عليه السلام ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا الي قتال المسلمين يوم كذا و كذا، ثم يتبعهم، فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم، مع عدة من الوصائف، من طريق كذا، ففعلت ذلك، فوقعت علينا طلائع المسلمين، حتي كان من أمري ما رأيت و شاهدت، و ما شعر بأني ابنة ملك الروم الي هذه الغاية أحد سواك، و ذلك باطلاعي اياك عليه، و لقد سألني الشيخ الذي وقعت اليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته، و قلت: نرجس، فقال: اسم الجواري.

قال بشر: فقلت: العجب أنك رومية، و لسانك عربي؟ قالت: نعم، من ولوع جدي و حمله اياي علي تعلم الآداب أن أوعز الي امرأة ترجمانة له، في الاختلاف الي، و كانت تقصدني صباحا و مساء، و تفيدني العربية، حتي استمر لساني عليها، و استقام.

قال بشر: فلما انكفأت بها الي سر من رأي، دخلت علي مولاي أبي الحسن عليه السلام، فقال عليه السلام: كيف أراك الله عز الاسلام و ذل النصرانية، و شرف محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أهل بيته عليهم السلام؟ قالت: كيف أصف لك يابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما أنت أعلم به مني؟ قال عليه السلام: فاني أحب أن أكرمك، فأيما أحب اليك: عشرة آلاف دينار، أم



[ صفحه 103]



بشري لك بشرف الأبد؟ بشري، قال عليه السلام لها: ابشري بولد يملك الدنيا شرقا و غربا، و يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما و جورا، قالت: ممن؟ قال عليه السلام: ممن خطبك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم له ليلة كذا، في شهر كذا، من سنة كذا بالرومية، ثم قال عليه السلام لها: ممن زوجك المسيح عليه السلام و وصيه؟ قالت: من ابنك أبي محمد، فقال عليه السلام: هل تعرفينه؟ قالت: و هل خلت ليلة لم يزرني فيها منذ اليلة التي أسلمت علي يد سيدة النساء عليهاالسلام، فقال عليه السلام: يا كافور، ادع أختي حكيمة.

قال بشر: فلما دخلت، قال عليه السلام لها: ها هي، فاعتنقتها طويلا، و سرت بها كثيرا، فقال لها أبوالحسن عليه السلام: يا بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، خذيها الي منزلك، و علميها الفرائض و السنن، فانها زوجة أبي محمد، و أم القائم عجل الله فرجه [4] .

فقال الابن الأكبر: سبحان الله، امرأة رومية تسكن بلاد بعيدة، اختارها الله تعالي بحكمته لتكون زوجة لولي من أوليائه مطهر بقضائه، و أما لحجة من حججه علي هذه الأرض، و وارثا لها بعد أن استضعف فيها، انه لأمر لا يخرج عن قضاء الله تعالي و حكمته.

فقال الأب: لو عدنا يا ولدي لحديث كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد حدث المسلمين به فقال فيه: ما زلت انتقل من أصلاب الطاهرين الي أرحام المطهرات حتي أخرجني الله الي عالمكم هذا.

ثم قال الأب: ففي حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم هذا تأكيد علي وجوب أن يكون هناك اختيار صائب لمن ستكون أما



[ صفحه 104]



لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو لأحد آبائه و أجداده، و هذا الاختيار لا يمكن أن ينال الصواب المؤكد ان لم يكن لله خالق الخلق و العالم بهم يد فيه، و هذا أيضا ما يفترض أن يكون بالنسبة لأمهات الأئمة الأطهار الذين ما كانوا حجة لله تعالي علي عبيده الا بعد أن اصطفاهم الله تعالي من بين خلائقه، و لهذا أيضا فان أم أي امام من الأئمة الأطهار ما كانت لتكون أما له الا بعد أن كان لله تعالي في ذلك اختيار و اصطفاء.

فقال الابن الأكبر: و هل هذه الرواية يا أبي هي الوحيدة التي ذكرت كيفية تزويج الامام الحسن العسكري عليه السلام، أم أن هناك روايات أخري غيرها؟

فقال الأب: هناك رواية رواها الصدوق و الشيخ و السيد المرتضي بأسانيدهم عن محمد بن عبدالله المطهري قال: قصدت حكيمة بنت محمد الجواد عليه السلام بعد مضي أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام أسألها عن الحجة عليه السلام، و ساق الحديث الي أن قال: فقلت يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي عليه السلام و غيبته، قالت عليهاالسلام: نعم، كانت لي جارية يقال لها نرجس، فزارني ابن أخي عليه السلام، و أقبل يحد النظر اليها، فقلت له: يا سيدي، لعلك هويتها فأرسلها اليك، فقال عليه السلام: لا يا عمة، لكني أتعجب منها، فقلت: و ما أعجبك؟ فقال عليه السلام: سيخرج منها ولد كريم علي الله عزوجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، قالت حكيمة: فأرسلها اليك يا سيدي؟ فقال عليه السلام: استأذني في ذلك أبي عليه السلام، قالت: فلبست ثيابي و أتيت منزل أبي الحسن عليه السلام فسلمت، و جلست، فبدأني عليه السلام و قال: يا حكيمة، ابعثي نرجس الي ابني محمد، قالت حكيمة، فقلت: يا سيدي، علي



[ صفحه 105]



هذا قصدتك، أن أستأذنك في ذلك، فقال عليه السلام: يا مباركة، ان الله تعلاي أحب أن يشركك في الأجر، و يجعل لك في الخير نصيبا، قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت الي منزلي و زينتها و وهبتها لأبي محمد عليه السلام، و جمعت بينه و بينها في منزلي، فأقام عندي أياما، ثم مضي الي والده، و وجهت بها معه...

فقال الابن الأكبر: و كيف كانت ولادة الامام المنتظر عليه السلام يا أبي؟

الأب: الحديث عن ولادة الامام الحجة المنتظر عليه السلام سيكون حين حديثنا عنه عليه السلام يا ولدي، أما الآن فنحن نتحدث عن أبيه الامام الحسن العسكري عليهماالسلام.

ثم قال الأب: و سنكتفي اليوم بهذا القدر من الحديث، و لنا حديث آخر يوم غد ان شاء الله تعالي.



[ صفحه 106]




پاورقي

[1] راجع نور الأبصار: ص 166.

[2] راجع عيون المعجزات للمرتضي.

[3] نور الأبصار للشبلنجي.

[4] روي ذلك الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة. و كذلك الشيخ الصدوق.