بازگشت

نشأة الامام


استقبل بيت الامام الهادي (عليه السلام) مولودا طاهرا في جو من القداسة، و فضاء متلألي ء بأنوار الله تعالي، معطر بأريج الملائكة المقربين الذين شاركوا أهل البيت في استقبال المولود الجديد.

و فتح المولود عينيه في ذلك البيت المحاط بالروحانية و النورانية، و الذي قد تشربت جدرانه بتلاوة القرآن، و انتشر دوي أصوات العبادة في فضائه، لأنه من بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيه اسمه.

في ذلك البيت المنزه عن كل شائبة، و المبرء عن كل ما لا يلائم قدسيته؛

و كيف لا يكون كذلك؟ و هو مهبط ملائكة السموات العلي، و مركز ثقل الكرة الأرضية و من أشرف بقاعها.

في ذلك البيت نمي ذلك المولود المطوق بهالة الشرف الأرفع، و ترعرع في حجر والده الأقدس الأطهر، يشم نسيم الامامة الكبري، و تغمر قلبه انوار الولاية العظمي، و يرتضع من صدر ام هي من أطهر امهات ذلك العصر، و يتغدي بأنواع الحكمة و المعرفة.

قد اكمل الله له العقل و الادراك، و أتم له العلم (بجميع معني الكلمة).

قد بلغ ذروة العظمة منذ خلقه الله، و امتاز عن أبناء زمانه بفضائله و فواضله.



[ صفحه 11]



جعله الله امتدادا لخط الاسلام الصحيح، و انتخبه حاملا لشريعته، و اصطفاه حافظا لدينه و كتابه، و اختاره اماما و نورا لبريته، و منارا و ملاذا لعباده و بلاده.



[ صفحه 12]