بازگشت

نصيحة قيمة


و زود الامام عليه السلام بعض أصحابه بهذه النصيحة القيمة، و الحكمة البالغة.

قال عليه السلام: «ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك، فان لكل يوم رزقا جديدا، و اعلم أن الالحاح في المطالب يسلب البهاء، و يورث التعب و العناء، فاصبر حتي يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه، فما أقرب الصنيع من الملهوف، و الأمن من الهارب، فربما كانت الغير نوع من أدب الله، و الحظوظ مراتب، فلا تعجل علي ثمرة لم تدرك، و انما تنالها في أوانها.

و اعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح لك فيه، فثق بخيرته



[ صفحه 125]



في جميع امورك يصلح حالك، و لا تعجل بحوائجك قبل وقتها، و يضيق قلبك و صدرك، و يغشاك القنوط.

و اعلم أن للحياء مقدارا، فان زاد علي ذلك فهو ضعف، و للجود مقدارا، فان زاد علي ذلك فهو سرف، و للاقتصاد مقدارا، فان زاد فهو بخل، و للشجاعة مقدارا، فان زاد فهو التهور» [1] .

ما أعظم هذه الحكم الخالدة التي حوت كل ما يسمو به الانسان من القيم و قواعد الأخلاق، و كان من بينها ما يلي:

1- تحمل الضيق، و الترفع عن مسألة الغير، فانها توجب الذل و الهوان.

2- التحذير من الالحاح في طلب الحاجة، فان ذلك مما يوجب سلب البهاء.

3- النهي عن العجلة التي تؤدي في كثير من الأحيان الي المضاعفات السيئة، و ينبغي التروي في الامور، و ابكالها الي الله تعالي فهو المدبر.

4- عدم الزيادة في الحياء علي القدر المتعارف؛ لأنه ينم عن ضعف الشخصية و خورها.

5- ان للكرم حدا بما هو المتعارف بين الناس، فان زاد عليه فهو تبذير و اسراف.

6- ان للاقتصاد في معيشة الانسان حدا، فاذا تجاوز ذلك و قتر علي نفسه، و ضيق علي ماله، فهو البخل.

7- ان للشجاعة مقدارا، فاذا تجاوز الانسان ذلك فيكون متهورا و مذموما.



[ صفحه 126]




پاورقي

[1] نزهة الناظر في تنبيه الخواطر: 143 و 144.