بازگشت

حجاب الامام


و عاني الامام أبومحمد عليه السلام صنوفا ضاقة و عسيرة من الظلم و الجور أيام المتوكل، و غيره من الملوك الذين عاصرهم، فتسلح عليه السلام بهذا الدعاء الشريف، و التجأ الي الله تعالي أن يحميه من كيده، و ينجيه من شرهم، و هذا نصه:

احتجبت بحجاب الله النور الذي احتجب به عن العيون، وحتطت علي نفسي و أهلي و ولدي و مالي و ما اشتملت عليه عنايتي.

ببسم الله الرحمن الرحيم و أحرزت نفسي و ذلك كله من كل ما أخاف و أحذر بالله الذي (لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السماوات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم



[ صفحه 240]



ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشي ء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات و الأرض و لا يؤوده حفظهما و هو العلي العظيم) [1] ،(و من أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها و نسي ما قدمت يداه انا جعلنا علي قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و ان تدعهم الي الهدي فلن يهتدوا اذا أبدا) [2] .

(أفرأيت من اتخذ الهه هواه و أضله الله علي علم و ختم علي سمعه و قلبه و جعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) [3] .

(أولئك الذين طبع الله علي قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئك هم الغافلون) [4] .

(و اذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا - و جعلنا علي قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و اذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا علي أدبارهم نفورا) [5] .

و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين [6] .



[ صفحه 241]



و كشف هذا الدعاء عن مدي المخاوف التي كانت تراود الامام عليه السلام من العباسيين، فالتجأ الي الله تعالي، و انقطع اليه لينقذه و أهله و ولده من ظلمهم، و يجعله بمأمن من كيدهم.

و كان عليه السلام يحترز بهذا الدعاء و يتقي به من العباسيين.

«يا عدتي عند شدتي، و يا غوثي عند كربتي، و يا مؤنسي عند وحدتي، احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بركنك الذي لا يرام» [7] .

ويلمس في هذا الدعاء الجليل ما أحاط بالامام عليه السلام من الخطوب و الشدائد من قبل العباسيين، فاستجار الله تعالي ليحرسه و يحميه من ظلمهم و جورهم.


پاورقي

[1] البقرة: 255.

[2] الكهف: 57.

[3] الجاثية: 23.

[4] النحل: 108.

[5] الاسراء: 45 و 46.

[6] مهج الدعوات: 63.

[7] مهج الدعوات: 64.