بازگشت

ثورة الشهيد يحيي


رفع الشهيد العظيم يحيي بن عمر الطالبي راية الثورة علي الحكم العباسي، مطالبا بتحقيق العدالة الاجتماعية، و توزيع في ء المسلمين علي الفقراء و الضعفاء،



[ صفحه 254]



و قد احتفي به المحرومون، و تولاه العامة و الخاصة، و ذلك لحسن طويته، و ما كان يرومه من رفع مستوي الحياة العامة، و قد استولي علي الكوفة، و أخرج من كان في سجونها من المظلومين و المضطهدين.

و قد أجهزت عليه الحكومة العباسية فقتلته، و سير رأسه الشريف الي محمد بن عبدالله بن طاهر أحد جلادي ذلك العصر، فصيره الطاغية الي المستعين، و نصب في سامراء ليكون عبرة لمن يفكر بالثورة علي العباسيين.

و قد دخل الانتهازيون علي ابن طاهر يهنئونه بهذا الظفر و النصر، و دخل عليه أبوهاشم الجعفري، فقال له: أيها الأمير، انك لتهنأ بقتل رجل لو كان رسول الله صلي الله عليه و آله حيا لعزي به.

و وجم الجميع، و ود ابن طاهر أن الأرض قد ساخت به، و نهض أبوهاشم و هو يقول:



يا بني طاهر كلوه و بيئا

ان لحم النبي غير مري



ان وترا يكون طالبه الله

لوتر نجاحه بالحري



و قد كان مصرع هذا العلوي العظيم من الأحداث الجسام في ذلك العصر، و قد انبري الشعراء الي تأبينه، و تعداد مزاياه، و ما لحق بالمسلمين من الخسارة العظمي بفقده، فمن ذلك قول بعضهم:



بكت الخيل شجوها بعد يحيي

و بكاه المهند المصقول



و بكاه العراق شرقا و غربا

و بكاه الكتاب و التنزيل



و المصلي و البيت و الركن و الحجر

جميعا له عليه عويل



كيف لم تسقط السماء علينا

يوم قالوا: أبوالحسين قتيل



و بنات النبي يبدبن شجوا

موجعات دموعهن همول





[ صفحه 255]





قطعت وجهه سيوف الأعادي

بأبي وجهه الوسيم الجميل



ان يحيي أبقي بقلبي غليلا

سوف يودي بالجسم ذاك الغليل



قتله مذكر لقتل علي

و حسين و يوم اوذي الرسول [1] .



و رثاه شاعر العصر ابن الرومي بقصيدة عصماء تعد من ذخائر الأدب العربي، أثبتنا بعضها في كتابنا (حياة الامام علي الهادي عليه السلام).


پاورقي

[1] الكامل في التاريخ: 7: 129 - 130.