بازگشت

ولعه بالجواري


و من مظاهر حياته أنه قد هام بحب الجواري الملاح و التحدث معهن، فقد كان مغرما بجارية يقال لها «قبيحة»، و قال لعلي بن الجهم: اني دخلت علي قبيحة فوجدتها قد كتبت اسمي علي خدها بالغالية، فوالله ما رأيت شيئا أحسن من سواد تلك الغالية علي بياض ذلك الخد، فقل في هذا شيئا. و كانت «محبوبة» و هي احدي جواريه جالسة من وراء الستار تسمع الكلام، فقالت علي البديهة:



و كاتبة بالمسك في الخد جعفرا

بنفسي مخط المسك من حيث أثرا



لئن كتبت في الخد سطرا بكفها

لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا



فيامن لمملوك لملك يمينه

مطيع له في ما أسر و أظهرا



و يا من مناها في السريرة جعفر

سقي الله من سقيا ثناياك جعفرا [1] .



و يقال: انه من شدة ولعه و هيامه بالجواري غضب علي جاريته «محبوبة» فتركها وقتا، الا أنه رأي في النوم أنها صالحته، فدعا بخادم له فقال: اذهب الي محبوبة و تبين لي خبرها، فذهب اليها، و عرفها بالأمر، ثم رجع فأخبره أنها جالسة تغني.

فقال المتوكل: كيف تغني و أنا عليها غضبان؟ ثم قال لغلامه: قم معي حتي نسمع غناءها، فقاما و اذا بها تغني بهذه الأبيات:



أدور في القصر لا أري أحدا

أشكو اليه و لا يكلمني



حتي كأني ركبت معصية

ليست لها توبة تخلصني



فهل لنا شافع الي ملك

قد زارني في الكري فصالحني



حتي اذا ما الصباح لاح لنا

عاد الي هجره فصارمني



[ صفحه 271]



فطرب المتوكل، و لما أحست به خرجت اليه و أعلمته أنها رأته في النوم، و قد جاء فصالحها، فقالت هذا الشعر و غنت له، فطرب المتوكل، و أقام معها يحتسي الخمر، و أهدي الي خواصه الجوائز السنية [2] .


پاورقي

[1] نساء الخلفاء: 94 و 95.

[2] نساء الخلفاء: 95 و 96.