بازگشت

عداؤه للعلويين


و اترعت نفس المتوكل بالعداء العارم، و البغض الشديد لعترة رسول الله صلي الله عليه و آله و ذريته، فكان يتحرق غيظا و غضبا عليهم، و قد جهد في ظلمهم و ارهاقهم، و قد عانوا في عهده ضروبا قاسية من الجور و الظلم لم يعهدوها في حكم أئمة الظلم من قبله، و قد فرض عليهم الحصار الاقتصادي، فقد منع رسميا من البر بهم و الاحسان اليهم، و كان لا يبلغه أن أحدا بربهم الا أنهكه عقوبة و أثقله غرما [1] .

و قد امتنع الناس من صلتهم و اكرامهم خوفا من سلطة الطاغية و عقابه.

و قد ضاقت الدنيا علي العلويين، فقد بلغ بهم الحال من البؤس و الفقر أن القميص يكون بين جماعة من العلويات تصلي فيه واحدة بعد واحدة، و كن يرقعنه و يجلسن علي مغازلهن عواري حواسر [2] .

في حين أن الطاغية كان ينفق علي لياليه الحمراء الملايين من الدنانير، و كان يكيل الأموال كيلا للمغنين و اللاهين و المخنثين، و يمنع ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله من الحصول علي أدني مقومات الحياة، كما سخر المتوكل جميع أجهزة الاعلام في حكومته لانتقاص العلويين، و الحط من شأنهم، و قد انبري المرتزقة من الشعراء أمثال الوضيع مروان بن أبي الجنوب الي ذم أهل البيت و انتقاصهم و تقديم السفكة



[ صفحه 273]



الجلادين أمثال المتوكل عليهم، و قد أغراهم بالذهب و الأموال، متوهما بأن هذه الاجراءات القاسية ستصرف المسلمين عن عترة نبيهم، و قد أخطأ في ذلك الي حد بعيد، فقد زادتهم ايمانا بأن أهل البيت هم القادة الواقعيون لهذه الامة، و الحريصون علي اسعادها و تطوير حياتها، و قد عملت الامة بجميع طبقاتها علي تعظيمهم و تبجيلهم و تقديمهم بالفضل علي غيرهم، و لم ينل أحد هذه المنزلة و لم يصل الي هذا المقام سواهم، و قد صار المتوكل و غيره من أعداء أهل البيت في مزبلة التاريخ، لا يذكرون الا مع الاستهانة و التحقير و ذلك هو سوء المصير الذي وعد الله به الظالمين.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين: 597.

[2] مقاتل الطالبيين: 599.