بازگشت

وفاته


و لم تطل أيام هذا الرجل الذي أنعش قلوب العلويين ببره و معروفه فقد، وافته المنية و هو في بداية ملكه، و يذهب أكثر المؤرخين الي أنه لم يمت حتف أنفه، و انما مات مسموما، فقد اغتاله الأتراك خوفا من أن يفتك بهم، و يقضي علي نفوذهم، فقد رشوا طبيبه ابن طيفور فأعطوه ثلاثين ألف دينار اذا قام باغتياله، و كان المنتصر مريضا، فأشار عليه بفصده، فاستجاب له، ففصده بريشة مسمومة، و توفي في الحال [1] .

و كانت وفاته يوم الخميس لاحدي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة (227 ه). و دفن بقصره المعروف بالجوسق [2] ، و قد خسر المسلمون بفقده قائدا فذا غيورا قد حطم عرش أبيه القائم علي الظلم و الجبروت و معاداة أئمة الحق.

و علي أي حال، فان المصادر التي بأيدينا لم تذكر أي التقاء للمنتصر بالامام أبي محمد عليه السلام، ولكن من المؤكد أن الامام كان مسرورا لما أسداه الي العلويين من الألطاف التي أعادت لهم الأمن و الاستقرار في عهد حكومته القصيرة الأمد.



[ صفحه 286]




پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء: 357.

[2] تاريخ اليعقوبي: 2: 478.