اعتقاله للامام
و أصدر الطاغية المستعين أمرا الي جلاوزته و شرطته باعتقال الامام أبي محمد عليه السلام، فاعتقل و اودع في سجن علي بن نارمش، و كان من أنصب الناس، و أشدهم عداوة لآل أبي طالب، و قد شددت عليه السلطة بالتنكيل بالامام و التضييق عليه، الا أنه تأثر بهدي الامام عليه السلام، فنزع ما في قلبه من حقد و غل، و كان يضع خده علي الأرض تواضعا له، و لا يرفع بصره اليه اجلالا و اعظاما، و عاد و هو من أحسن الناس بصيرة، و أحسنهم فيه قولا [1] .
[ صفحه 288]
و كان معه في السجن عيسي بن الفتح، فقال له الامام: يا عيسي، لك من العمر خمس و ستون سنة و شهر و يومان.
فبهر عيسي، و كان معه كتاب فيه تاريخ ولادته، فراجعه، فكان كما أخبر الامام، ثم قال له: هل رزقت ولدا؟
فأجابه بالنفي، فدعا له الامام قائلا: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا، فنعم العضد الولد، ثم أنشد:
من كان ذا عضد يدرك ظلامته
ان الذليل الذي ليست له عضد
و انبري عيسي فقال: يا سيدي، و أنت لك ولد؟
و أجابه الامام: والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا و عدلا، أما الآن فلا [2] .
پاورقي
[1] اصول الكافي: 1: 508.
[2] جوهرةالكلام: 155.