بازگشت

خلع المعتز


و انتقم الله من المعتز أشد ما يكون الانتقام، فقد طلب منه جماعة من قادة الأتراك أن يعطيهم أرزاقهم، و لم يكن في بيت المال شي ء، فخف الي امه، و كانت تملك الملايين، فطلب منها ذلك، فأبت عليه و شحت بما عندها.

و لما يئس الأتراك منه هجموا عليه و جروه من رجله، و ضربوه بالدبابيس، و أقاموه في الشمس في يوم صائف شديد الحرارة، و هم يقولون له: اخلع نفسك، ثم احضروا قاضي بغداد و جماعة و خلعوه.

و بعد خمس ليال من خلعه أدخلوه الحمام، فلما اغتسل عطش، فمنعوه الماء



[ صفحه 293]



ثم سقوه ماء مثلجا، فتوفي [1] .

و تتبع صالح بن وصيف قبيحة ام المعتز فظفر بها، و استولي علي أموالها، فكانت خمسمائة ألف دينار، و ظفروا لها بخزائن تحت الأرض فيها أموال طائلة.

و وجدوا لها دارا تحت الأرض، وجدوا فيها ألف ألف دينار و ثلاثمائة ألف دينار.

و وجدوا في سفط قدر مكوك زمرد لم ير الناس مثله، و في سقط آخر مقدار مكوك من الؤلؤ الكبار، و في سفط مقدار كليجة من الياقوت الأحمر الذي لم يوجد مثله، فحمل الجميع الي صالح بن وصيف فسبها، و قال: عرضت ابنها للقتل في خمسين ألف دينار و عندها هذه الأموال.

و غادرت قبيحة بغداد متجهة الي مكة، فسمعت و هي تدعو بصوت عال علي صالح بن وصيف قائلة: اللهم خذ صالحا كما هتك ستري، و قتل ولدي، و شتت شملي، و أخذ مالي، و غربني، و ركب الفاحشة مني [2] .

و هكذا كانت عاقبة الظالمين الذين لا يرجون لله وقارا، لقد كانت عاقبتهم الخسران المبين.



[ صفحه 294]




پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء: 360.

[2] الكامل في التاريخ: 5: 344.