بازگشت

فيها تهديد لآكل الربا و معجزة له


حدثني [1] العالم البصير علي رضاه (ره) قال:

دخل في اصفهان فتي من أعيان بلد كردستان لحاجة عرضت له، فلما طال زمان مكثه، دعته الضرورة أن طلب مني أربعين تومانا، فوفيته ثم رجع الي بلده و أرسل الي المبلغ المذكور و زاد عليه أربعة توامين من جهة ربحه، و لم أكن أطلبه منه شرعا، فأخذته و صرفته في حوائجي.

فرأيت ليلة في المنام كأن قائلا يقول لي: كيف يك اذا أحميت تلك الدرهم فتكوي بها جسدك؟ و لم أعرف القائل.



[ صفحه 104]



فانتبهت فزعا مذعورا، ولم يكن عهدي التكسب من مثله غير تلك الواقعة.

ثم مضي علي ذلك قريبا من سبع سنين، و أخذ مني رجل سبعين تومانا و رجع الي بلده، و طال الزمان.

فلما رده بعد تعب و مطالبة أكيدة زاد عليها قريبا من خمسة عشر تومانا و نسيت أن أجعل لها حيلة و وسيلة شرعية، و وفقت للزيارة، فلما دخلت سامراء، رأيت فيها العالم الزاهد الجليل المولي «زين العابدين السلماسي» (ره)، مشغولا بعمارة الحرام، و كان بيننا صداقة تامة.

فبقيت أياما و كنت أبيت الليل في الحرم و أشتغل بالزيارة و العبادة.

و لما كانت ليلة الجمعة، أخذت معي كتاب أصول الكافي، فبقيت فيه و أغلق «الكليد دار» أبواب الحرم الشريف، و كنت مشغولا بعملي من الزيارة و الصلوة و المطالعة في زمان الكلالة.

فلما كان آخر الليل غلبني النوم، فدافعته فلم يندفع، فقمت و أتيت الي الزاوية التي تلي الرجلين، و قعدت متكئا للحائط و هجعت. فرأيت من حينه أن الامام أبامحمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، قد خرج من الضريح المقدس، و وضع كرسي هناك، فجلس عليه و النور يتلألأ من بين عينيه بحيث لم أقدر علي النظر اليه، و قال لي: ما هذا الكتاب؟

فقلت: أصول الكافي.

فقال عليه السلام: عد منه أوراقا، ثم أنظر في الصفحة اليسري و اقرئه لأنظر ما يقول جدي في حق جدنا ابراهيم عليه السلام، و ذكر كلاما آخر نسيته.



[ صفحه 105]



ثم قال عليه السلام: ألم أعهدنا اليك قبل ذلك بسبع سنين أنه لا يحل التصرف في مثل هذه الدراهم، فكيف حالك ان أحميت جميعها و وضعت علي بدنك؟ ثم قال عليه السلام: قم فان «الكليد دار» جاء و اشتغل بفتح الأبواب.

قال: فانتبهت فزعا و وثبت من مكاني دفعة من رعب دخل علي بحيث سقطت عمامتي عن رأسي، فلم ألتفت اليها و ذهبت الي قريب الباب، فسمعت حركة المفتاح و اشتغال «الكليد دار» بفتح الباب فوقفت هنيئة، فالتفت أن رأسي مكشوف، فقلت: لو يروني علي هذه الحالة ليقولون انه لمجنون، فرجعت و وضعت العمامة علي رأسي و خرجت من الحرم خائفا خجلا وتائبا مستبصرا و الحمدلله.

و في هذه الحكاية من الألطاف الخفية و المواعظ البليغة و الأسرار الغيبية ما لا يخفي [2] .


پاورقي

[1] قال الشيخ النوري:...

[2] دارالسلام للشيخ النوري ج 2 ص 281 - 280.