بازگشت

التمهيد العملي للغيبة


و مهد الامام العسكري عليه السلام لغيبة ولده عليه السلام بشكل عملي، حيث عين (صلوات الله عليه) وكلاء و سفراء من خاصة أصحابه لتبليغ تعليماته و أحكامه الي



[ صفحه 70]



شيعته، و ذلك باسلوب التوقيعات و المكاتبات، لكي يمهد لنفس الاسلوب الذي سوف يعتمده ولده الامام الحجة (صلوات الله عليه) خلال غيبته الصغري، فكان ذلك الاسلوب هو المهد لذهنية الامة كي تتقبل أمر الغيبة و تألفه من دون غرابة و مضاعفات غير محمودة.

و قد أشرنا في كتابنا (الهادي علي عليه السلام) الي أن ظاهرة المراسلة عن طريق الكتب و التوقيعات اتخذت حيزا واسعا من حياة الامامين الهادي و العسكري عليهماالسلام مما يدل علي أن التحضير لهذه الفكرة قد بدأ منذ عصر الامام الهادي عليه السلام الذي اعتمد اسلوب الاحتجاب و الوكلاء أيضا الي الحد الذي اعتاد أغلب الشيعة في أيام الامام الهادي و العسكري عليهماالسلام علي هذا المسلك بشكل تدريجي حتي اعتاد أغلب الأصحاب علي الاتصال بهما من طريق المراسلة و الكتابة و تسليم الحقوق الواجبة عليهم الي الوكلاء و السفراء و هو ما سيكون معمولا به في زمان الغيبة الصغري.