بازگشت

مظاهر من البذخ


و مع هذه المعاناة التي كانت تعصف بحياة عامة الناس في زمان الحكام المعاصرين للامام العسكري عليه السلام من الفقر و الجوع و انتشار الأمراض لاضطراب السلطة و ضعفها و سوء ادارتها، نلاحظ أن قصور السلاطين الذين تفننوا في بنائها بملايين الدنانير من حقوق و أموال الامة، هذه القصور تعج بألوان الترف و البذخ و العبث و اللهو الماجن.

ففي تأريخ الطبري و تأريخ ابن الأثير: أن ام محمد بن الواثق توفيت قبل أن يبايع، و كانت تحت المستعين، فلما قتل المستعين صيرها المعتز في قصر الرصافة الذي فيه الحرم، فلما ولي الخلافة المهتدي، قال يوما لجماعة من الموالي: أما أنا فليس لي ام أحتاج لها الي غلة عشرة آلاف ألف في كل سنة، لجواريها و خدمها و المتصلين بها [1] .

أما قبيحة ام المعتز فقد قال ابن الأثير و السيوطي: و كانت لها أموال ببغداد فأحضرتها، و هي مقدار خمسمائة ألف دينار، و ظفروا لها بخزائن تحت الأرض فيها أموال كثيرة، و من جملتها دار تحت الأرض و جدوا فيها ألف ألف دينار و ثلاثمائة ألف دينار، و وجدوا في سفط قدر مكوك زمرد لم ير الناس مثله، و في سفط آخر مقدار مكوك من اللؤلؤ الكبار، و في سفط مقدار كليجة من الياقوت الأحمر الذي لم يوجد مثله [2] .



[ صفحه 433]




پاورقي

[1] تأريخ الطبري 7: 31، مطبعة السعادة - مصر، الكامل في التأريخ 6: 203.

[2] الكامل في التأريخ 6: 202، تأريخ الخلفاء للسيوطي: 360.