بازگشت

علي بن عيسي الاربلي


15- و قال علي بن عيسي الاربلي:

مناقب سيدنا أبي محمد الحسن بن علي العسكري دالة علي أنه السري بن السري، فلا يشك في امامته أحد و لا يمتري، و اعلم أنه متي بيعت مكرمة أو اشتريت، فسواه بايعها و هو المشتري، يضرب في السورة و الفخار بالقداح الفايزة، و اذا اجيز كريم للشرف و المجد فاز بالجائزة، واحد زمانه غيرمدافع، و نسيج وحده غير منازع، و سيد أهل عصره، و امام أهل دهره، فالسعيد من وقف عند نهيه و أمره، فله العلاء الذي علا علي النجوم الزاهرة، و المحتد الذي قرع العظماء عندي المنافرة و المفاخرة، فمن الذي يرجو اللحاق بهذه الخلال الفاخرة، و المزايا الظاهرة،



[ صفحه 516]



و الأخلاق الشريفة الطاهرة؟

أقواله سديدة، و أفعاله رشيدة، و سيرته حميدة، و عهوده في ذات الله وكيدة، فالخيرات منه قريبة، و الشرور عنه بعيدة، اذا كان أفاضل زمنه قصيدة كان عليه السلام بيت القصيدة، و ان انتظموا عقدا كان مكان الواسعة و الفريدة.

و هذه عادة قد سلكها الأوائل، و جري علي منهاجها الأفاضل، و الا كيف تقاس النجوم بالجنادل، و أين فصاحة قس من فهاهة باقل؟

فارس العلوم الذي لا يجاري، و مبين غامضها فلا يجادل و لا يماري، كاشف الحقائق بنظره الصائب، مظهر الدقائق بفكره الثاقب، المطلع بتوقيف الله علي أسرار الكائنات، المخبر بتوفيق الله عن الغائبات، المحدث في سره بما مضي و بما هو آت، الملهم في خاطره بالامور الخفيات، الكريم الأصل و النفس و الذات، صاحب الدلائل و الآيات و المعجزات.

مالك أزمة الكشف و النظر، مفسر الآيات مقرر الخبر، وارث السادة الخير، ابن الأئمة أبوالمنتظر، فانظر الي الفرع و الأصل و جدد النظر، و اقطع بأنهما عليهماالسلام أضوأ من الشمس و أبهي من القمر، و اذا تبين زكاء الأغصان تبين طيب الثمر، فأخبارهم و نعوتهم عليهم السلام عيون التواريخ و عنوان السير.



شرف تتابع كابر عن كابر

كالرمح انبوبا علي انبوب



و والله اقسم قسما برا أن من عد محمدا جدا و عليا أبا و فاطمة اما و الأئمة آباء و المهدي ولدا لجدير أن يطول السماء علاء و شرفا، و الأملاك سلفا و ذاتا و خلفا، و الذي ذكرته من صفاته دون مقداره، فكيف لي باستقصاء نعوته و أخباره.

و لساني قصير، و طرف بلاغتي حسير، فلهذا يرجع عن شأو صفاته كليلا،



[ صفحه 517]



و يتضاءل لعجزه و قصوره و ما كان عاجزا و لا ضئيلا، و ذنبه أنه وجد مكان القول ذا سعة، فما كان قؤولا، و رأي سبيل الشرف واضحا، و ما وجد الي حقيقة مدحه سبيلا، فقهقر و كان من شأنه الاقدام، و أحجم مقرا بالقصور و ما عرف منه الاحجام، ولكن قوي الانسان لها مقادير تنتهي اليها، و حدود تقف عندها، و غايات لا تتعداها.



يفني الزمان و لا يحيط بوصفهم،

أيحيط ما يفني بما لا ينفد؟ [1] .




پاورقي

[1] كشف الغمة 3: 230.