بازگشت

وضع العلويين في عصره


ان من أشد العصور التي مرت علي العلويين عامة و علي أهل البيت خاصة، كانت أيام الحكم العباسي؛ الذي جعل الدفاع عن العوليين شعارا له في البداية؛ من أجل الوصول الي الحكم، لكنهم حين استتب لهم الأمر في السيطرة أخذوا يفتكون بالعلويين و يضطهدونهم أيما اضطهاد، فهرب قسم كبير منهم الي مناطق، و عاشوا و ماتوا هناك من دون أن يعرفهم أحد في الغالب، و مع ذلك فقد ألقي القبض علي مئات منهم فقتلوا و صلبوا و نكل بهم، و لقد سجل التاريخ الصورة التي رسمها لتلك الأيام؛ عيسي بن زيد قائلا:



الي الله أشكو ما نلاقي و اننا

نقتل ظلما جهرة و نخاف



و يسعد قوم بحبهم لنا

و نشقي بهم و الأمر فيه خلاف [1] .



و كتب أبوالفرج الأصبهاني في المقاتل، واصفا ذلك العصر:

«و كان المتوكل شديد الوطأة علي آل أبي طالب، غليظا علي جماعتهم، مهتما بامورهم، شديد الغيظ و الحقد عليهم، و سوء الظن و التهمة لهم. و اتفق له أن عبيدالله بن يحيي بن خاقان، وزيره، يسي ء الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيه ما لم يبلغ أحد من خلفاء بني العباس قبله، و كان من ذلك أن كرب قبر الحسين، و عفي آثاره



[ صفحه 270]



و وضع علي سائر الطرق مسالح له، لا يجدون أحدا زاره الا أتوه به، فقتله أو أنهكه عقوبة» [2] .

و كتب الشبراوي في الاتحاف:

«و خلف بعده ولده؛ و هو الثاني عشر من الأئمة، أبوالقاسم محمد عليه السلام.. و كان أبوه قد أخفاه حين ولد و ستر أمره، لصعوبة الوقت و خوفه من الخلفاء، فانهم كانوا في الوقت يتطلبون الهاشميين و يقصدونهم بالحبس و القتل، و يريدون اعدامهم» [3] .


پاورقي

[1] حياة الامام العسكري ص 201.

[2] مقاتل الطالبيين ص 395.

[3] الاتحاف بحسب الاشراف ص 179، خلفاء الرسول الاثني عشر ص 262.