بازگشت

في سامراء


حينما وصل ركب الامام الهادي عليه السلام الي سامراء تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه، و انزل في خان يعرف بخان الصعاليك [1] ، فأقام فيه يومه، ثم تقدم المتوكل بافراد دار له، فانتقل اليها، فأقام أبوالحسن مدة مقامه بسر من رأي مكرما معظما مبجلا في ظاهر حاله، و المتوكل يبغي له الغوائل في باطن الأمر، و يجتهد في ايقاع حيلة به، و يعمل علي الوضع من قدره في عيون الناس، فلا يتمكن من ذلك و لم يقدره الله عليه. [2] .

و الظاهر أن المتوكل أمر أولا بحجز الامام عليه السلام و فرض الاقامة الجبرية عليه في مكان غير لائق، ثم أنه لما سمع الاطراء من قادة الجند الموكلين به، صار مضطرا الي اكرامه، نقل سبط ابن الجوزي عن علماء السير عن يحيي بن هرثمة أنه قال: «لما دخلت علي المتوكل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته و سلامة



[ صفحه 58]



طريقته و ورعه و زهادته، و أني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف و كتب العلم، و أن أهل المدينة خافوا عليه، فأكرمه المتوكل و أحسن جائزته و أجزل بره، و أنزله معه سر من رأي» [3] ، لتمرير مخططه القاضي بعزل الامام عليه السلام و مراقبته.


پاورقي

[1] راجع أصول الكافي 1: 498 / 2 باب مولد ابي الحسن علي بن محمد عليه السلام من - كتاب الحجة، بصائر الدرجات / للصفار: 426 / 7 و 427 / 11 - مؤسسة الأعلمي - طهران، الخرائج و الجرائح / للقطب الراوندي 2: 680 / 10.

[2] الارشاد 2: 311، الفصول المهمة 2: 1070، اعلام الوري 2: 126.

[3] تذكرة الخواص: 322، و نحوه في مروج الذهب 4: 422.